السبت، 7 نوفمبر 2009

زفاف زوجي



زفاف زوجي

اليوم كان زفاف زوجي، كان يوما طويلا حافلا بالاحداث، كعادة اي عرس من اول اليوم يستيقظ العائلتين علي حركة ونشاط لاتمام الزفاف علي خير وليطمئن الجميع ان الامور تسير علي ما يرام، انا ايضا كنت منهمكة جدا في مشغوليات كثيرة فهو زوجي وحبيبي واخي وخليلي وصديقي وابي وامي، كان كل شئ ولا يزال،

ذهبت للمرة الثالثة في الصباح للتأكد من حجز القاعة وترتيبات الحفل والبوفيه

ثم عدت لأوقظه من نومه ليذهب الي الحلاق واعددت له حماما ساخنا ليعيد نشاطه ويكون علي ما يرام وكان وقت الظهر

فصلي وذهب الي الحلاق

وانا عاودت الاتصال بالعروس التي اخترتها له بنفسي لاطمئن عليها واؤكد عليها موعد مركز التجميل واذكرها ببعض الاحتياجات التي ستأخذها معها الي هناك وابلغتها ان زوجي الحبيب قد ذهب ليصلي ثم سيذهب ليستعد مع رفاقه

ثم اخرجت بدلة العرس وعطرتها بعطره المفضل وناديت علي خادم العمارة ( الامن) وطلبت منه ان يوصل لزوجي البدلة ووجبة طعام سريعة عند الحلاق

وهانا استعد لاذهب الي العروس في منزلها بسيارتي لواصلها الي مركز التجميل كما اتفقت معها واخذت معي بعض الذهب سوف اقدمه لها كهدية

لا بأس فقد اهديتها زوجي

انها الثامنة موعد كتب الكتاب وها نحن ننتظر العريس ليأتي ويصطحب عروسه الي المسجد لعقد القران

يدخل المركز وانا اساعد العروس لتبدو في اجمل صورة وينظر هو اليا ... لا استطيع ان اصف ما بي ولكني اشرت اليه ان انتبه لعروسك ، وقولت لهم مبروك

اخذ الحبيب عروسه وذهب لكتب الكتاب وكنت اول من يرفع صوته بالزغاريد حين رفع المنديل وقول المأذون مبروك

خرجت علي الفور بسيارتي لاصحب من سياتي معي الي قاعة الحفل وكانوا من اهل العروس ورفعت صوت الاغنيات الراقصة في السيارة ليتمايل الراكبين ويشعروا بالفرح

الكل يعرف انني زوجته الاولي ولكنهم لا يصدقون ما يحدث

الحفل الساهر

ما اروع التجهيزات، العريس الوسيم يتألق كعادته، فهو دائما متالق ويبهر الجميع، العروس ايضا فتاة مميزة طيبة ، وعلي قدر عالي من الاخلاق والاصل الطيب

ارجو الله ان اكون قد احسن اختيار زوجة زوجي

تحركت بين الحضور اتفقد الاحوال واطمئن ان الامور كلها علي ما يرام واداعب هؤلاء وهؤلاء وابتسامتي ملء وجهي

لا يصدقون انني فرحة، ولكنها الحقيقة انا سعيدة جدا، لأن زوجي الحبيب سعيد واري السعادة ملء عينيه

لقد كنت له اما واختا وصديقة وحبيبة علي مدار عشر سنوات مضت وقبل ذلك ايضا منذ لحظة التقينا اول مرة علي باب الجامعة

سرحت بخيالي واسترجعت كل الذكريات:

( اول يوم التقينا، اول كلمة ، يوم اعترف لي بحبه ، يوم الخطبة ، يوم الزفاف وكيف كان يشاركني تفكيري ويسبق قوله قوله حين اشير الي شئ، استرجعت ما يحب وما يكره، كل شئ يمر امامي كقطار الزمن السريع

عشر سنوات من الحب والمودة والرحمة، ولكني اعرف ما قدر الله واراد فجعل يغير من معاملته، ويحاول الهروب من الكلام

ليس لدينا اطفال، لم يشأ المولي عز وجل ان ننجب، وقد رضينا والحمد لله، ولكن

كلام الاهل والاقارب بات يدخل من كل الاتجاهات علينا ينغص علينا حياتنا كلما راقت لنا

ولان اساس حياتنا كان الحب والمودة والرحمة، فقد تخطينا كل المشكلات التي تواجهنا، حتي كلام المر هذا الذي كان يثير الخلاف سرعان ما ينتهي الخلاف قبل ان يبدا لاننا نعلم الي اين سنصل خلال هذا الخلاف وهذه المشكلات

واخيرا قررت ان اجعله يشاركني زوجة اخري

في البداية كان رافض وبشدة لانه يعرف ان هذا يذبحني ولكني كعادتي اقنعته

( حبيبي انت بالفعل تشاركني بزوجة وهي وظيفتك ومهام عملك الذي ياخذك مني معظم الوقت، انا اريد شريكة ثالثة حتي اشعر بسعادتك فهي كل ما اتمني من الدنيا، اريد ان اراك سعيدا حتي اكون سعيدة ، سوف ابحث لك بنفسي عن عروس رائعة واتمني الا تقتلني الغيرة)

اقتنع

وبدات البحث حتي ظهرت هي ... سكرتيرته الجميلة المحترمة

علي الرغم من ان زوجي يحمل الكثير من سمات الجاذبية والوسامة التي اخاف عليه ان يحسد بسببها الا ان السكرتيرة هذه لم تكن ممن يخطفون اصحاب الشركات ههههههه

بنت محترمة وانيقة ونشيطة في عملها ومن اصل طيب رشحتها له وقال لي بالحرف الواحد

اعملي اللي انتي عايزاه انا تعبت من الجدال معاكي في الموضوع ده

ههههههههه

بصراحة كنت اخشي ان يكون في الاساس هناك علاقة بينه وبينها ولكن تحريت وبشدة تحري الزوجة الغيورة

ذهبت اليها وتحدثت معها في منزلها وعرضت عليها الزواج من زوجي وانها ستكون مستقلة بحياتها ولن تشعر بوجودي وسوف اعمل علي ان يعدل بيننا ولن اتدخل ابدا في حياتهم الا اذا طلبوا مني ذلك

اخذت وقتا طويلا في التفكير ولكنها اقتنعت

خصوصا بعد ان شغلت تفكير حبيبي بها وجعلته يتعامل معها وكأنني لست الا ماضي في حياته

وها هو اليوم الزفاف

زفاف زوجي الحبيب

بعد انتهاء الحفل سوف يذهب لقضاء شهر عسل سعيد ان شاء الله في القرية السياحية التي كنا نذهب اليها انا وهو

لم تكن رغبتي بل اتفاقهم

حتي وجودي معها في لدي مركز التجميل ومشاركتي في التجهيزات واشرافي علي القاعة وباقي الاشياء كانت بناءا علي طلبها هي لانها كما قالت تثق في ذوقي وادارتي

يا الله

كيف سأبيت بمفردي لاول مرة بعد عشر سنوات من المشاركة

الله يصبرني

فجاة افيق من كل هذا التفكير علي صوت النفير المعلن بخروج العروسين من القاعة وهم بالاتجاه للباب

اسرعت مع الباقين لاسلم عليهم واودعه نظرته تقول لي لا اريد البعد واجده يحتضني ببريق عينيه وكانني ام لطفل يذهب الروضة لاول مرة ( فهي عشرة سنوات طوال )

سلمت علي العروس التي همست في اذني ماتخفيش عليه ده في عنيا

ابتسمت وقلبي ينزف دما

ورفعت يدي بالسلام

وركبت سيارتي وعدت الي البيت وحدي

سأحاول الخلود الي النوم رغم كل شي

كان يوما شاقا

الاثنين، 2 نوفمبر 2009

وبالوالدين احسانا



الرحم والرحمة

جلست في لحظات تأمل وهي من احب الهوايات الي قلبي

اشعر فيها بالعظمة والفخر لانني اتدبر خلق الله بالتحليل والتفصيل وارجئ اصله الي الخالق الباري وعظمته وجلاله وسلطانه

وهذه المرة كانت في علاقة الرحم بالرحمة وقول المولي عز وجل " وبالوالدين احسانا"

انا لست فقيها ولا مفتيا ولا ادعي اني اكثر علما من احد ولكني فقط جلست اتفكر واحلل والاحظ حتي اجد لنفسي اجابات لبعض الاسئلة والتي احيانا ما تفتح عليا ابوابا من الاسئلة الاخري

لماذا الام ولماذا بالوالدين احسانا واين باقي الاية ( اما يبلغن عندك الكبر) والايات التي تحدثت عن الحمل والرضاعة

جلست انظر لبعض السيدات في المجتمع القريب مني والاحظ من هي حامل ومن ترضع وكيف تعامل جنينها (مولودها ) وكذلك الاب

حملته كرها ووضعته كرها وفصاله في عامين

يعتقد البعض ان قول المولي عز وجل حملته كرها انها مستائة من حمله وانه مفروض عليها وتظل طوال فترة الحمل غاضبة وتقول بين نفسها انا مجبرة علي حمله وهي لا تدري او حتي تدري ان هذا الكلام يصل للجنين ويخلق بداخله المشاعر التي تجعله حين يكبر وتطلب هي منه اي شي يفعله يكون له نفس القول في نفسه ( انا مجبر) ويكون مستاءا

وكذلك اذا بكي الرضيع طلبا للرضاعة او اذا احس بشئ من الالم وهو رضيع لا يقدر علي شئ ولا يملك ان يعبر عن المه غير البكاء ولا يستطيع ان ينطق بمكان الالم فيجد الاب يصرخ ( مش عارف انام في الليلة دي، خدي ابنك واطلعي بره ، انا بخلف علشان اتعذب)

:: يا ابي لو اخدتني في حضنك وقرأت لي بعض ايات القرآن حتي تعد امي لي شرابا دافئا وتهدئ هي الاخري او حتي منديلا من القماش المبلل بالماء لتمسح به علي وجهي لطبت نفسا وهدأت ورجعت الي امي مستقبلا صدرها ورضعت القليل ونمت وطابت ليلتك

يا امي لو كانت فترة حملك لي كرها فهو الذ الكره التي مازال تتمناه غيرك من النساء العقيمات والذي يثبت لكي انني نعمة من عند الله لكي مهما كان فقرك وضعفك فبوجودي هدأت حياتك من تنغيص ام زوجك وعائلتك وادعاء زوجك انك لا تصلحي لكونك امراة، واحتمال زواجه من اخري تسبب لك سواد العيش وخراب البيت

جلست انظر الي ام في مراحل حملها وهي تحاكي الجنين في بطنها ( رحمها):

ولدي انتظرك، هل شاهدت هذه الملابس، انني اعدها لك، وابيك الان في عمله، سوف يأتي بعد قليل، انه يعمل ليحقق حكمة الله وامره في عبادته باعمار الارض، ويحاول توفير المال الكافي لطعامنا وشرابنا، هو يحبك كثيرا

ولدي سواء كنت بنتا او ولدا فانت في قلبي ما حييت وسأظل اتحمل من اجلك المتاعب حتي لو كرهت واسال الله ان يعينني وابيك علي تربيتك وتعليمك حتي تستطيع قيادة نفسك

وظلت تحكي له عن عائلته وتقرأ له القصص وكأنه طفل كبير يعي ما تقوله ويشعر بلمسة يدها وهي تمررها علي بطنها قاصدة من قلبها ان تمررها علي جسد طفلها

ظلت هكذا الي يوم الولادة وكان اذا جائها الم تقول يا الله اعينني علي التحمل حتي لا يضيق صدري بولدي فاظهر له ما لا يحب

واذا جاء يوم الولادة وهو يوم مهيب والامه هي الام اخراج الحياة من الحياة ، نعم

تخرج روح وجسد من روح وجسد

فكم من سيدات لم يتحملن اخراج هذا الروح والجسد الصغير من قلب احشائها وروحها فتمت اثناء الولادة او بعدها فيصبح المولود يتيما

تجد الام بقدر خوفها وبقدر الالم بقدر تلهفها لاستقبال هذه النعمة التي وهبها الله اياها هي وابيه وتجد الفرحة والشوق في قلبها وعينها

اما الاب فهو القلق علي الزوجة الطيبة التي احسن اختيارها لتكون اما لابنائه فتحسس لاصلها ونسبها ودينها وخلقها وشكلها ايضا

ملهوف للاطمئنان علي زوجته وملهوف علي رؤية هذا الجزء الصغير الذي خرج من روحه وجسده ونما في احشاء الام

احساس رائع لا يشعر بمعناه ويقدره الا من يفتقده

لا ادري لماذا لا نشعر بمعاني واهمية الشئ الا حين نفقده

لماذا لا نشعر بالاخرين ممن يفقدون ونضع انفسنا مكانهم سنجد للحياة طعما اخر

--***--***--

في المقابل وجدت اما تثير الخلافات العائلية مع بداية الزواج

لقد اتيت ( بشوار) وجهزني ابي وامي من اغلي الاشياء وانت يا زوجي لم تقدم ما يقابله

وتحرص كل الحرص علي حاجياتها حتي انها تؤنب الزوج كل لحظة حين يكسر كوبا او يوسخ منديلا مثلا

وتجد انها كلما جاءها الم من تحركات الجنين في الرحم تنطق باصعب الاقوال ( ربنا يهدك يابعيد ، اتهد ) وغيرها من الكلمات

يا امي انا لست بعيدا، انا بين احشائك، وما يصيبني يضرك ، فلما عليا تدعي

وتجد الاب كلما قالت له الزوجة انها تحتاج للذهاب الي طبيب او تحتاج الي الخروج للتمشية في الاماكن العامة والمتنزهات لاراحة نفسها من الالم واستحساسه علي انها تحتاجه وتحتاج لعطفه وجنينه ايضا يحتاجها

نجده يرد عليها ( خروجة يعني مصاريف، هو انا لاقي اللي يكفي مصاريف البيت واللا لاقي مصاريف الدكتور ده كمان، الله يرحم امك كانت ولدتك عند الداية، ولا كان فيه دكتور ولا يحزنون، قومي حضري العشا علشان عايز انام )

الله الله علي الاب والم

وتجئ فترة التربية

ولدي الصغير ساروي لك قصة من قصص الانبياء

ولدي تعالي نتعلم سويا الكتابة ونرسم الحروف

n هل شاهدت يا ابي انني رسمت وردة وشجرة وقمر

n الله الله ( ايه الجمال ده ) ، ابني شاطر وهايكون له شأن عظيم ، استمر في هذا التميز وسوف اتيك بهدية ( حتي لو كانت قطعة حلوي!! فهي هدية)

n ويتواصل الحوار المتميز بين الاب والام والابن او الابنة

يقول الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم في معني الحديث:

(( لاعب ابنك سبع وعلمه سبع وصاحبه سبع ثم اترك له الحبل علي الغارب))

هكذا يبدأ التعلم والعقاب عند السابعة وينتهي عصر المعاقبة عند الرابعة عشر ثم ياتي المصاحبة وان يصله احساس انني كبرت وابي او امي هم اقرب الناس لي هم صاحبي وصديقي الذي ما ان احتجت المشورة في شئ لجأت اليه اولا ثم اي احد في العالم بعده حتي اذا ما وصلت الي سن الواحد والعشرين وجدتني قادر علي تحمل مسئولية نفسي وقادر علي اتخاذ قرارتي بقدر اكثر قوة واستحسانا وعقلا ورصانة

::: ذكرت هذا الحديث لامِ عندما كنا نحاول حل ازمة نشبت بينها وبين ابنتها التي وصلت من العمر ماهو فوق الواحد والعشرون فاسرعت بقول ان الحديث يقصد الولد وليس البنت

ياللغرابة

لازلنا ننظر الي الفارق بين البنت والولد حتي وهم علي قدر من العلم والثقافة ....

وناتي لقوله سبحانه وتعالي وبالوالدين احسانا، وان جاهداك ...، اما يبلغن عندك الكبر...

هل معني الاحسان ان نظل عبيدا لوالدينا ؟

وكيف اعطي بسماحة من اعطاني ببغض ؟

متي نقول ان هذا الانسان عاق لوالديه؟

ورجعت اتفكر في الاحداث

نعم كانت الام تراعي الطفل وهو جنين ورضيع لا يقدر علي شئ

اذن نحسن الي ابوينا وقتما لا يقدرون علي شئ ( اي عندما يبلغوا عندنا الكبر) حين يصبحون مسنين لا يتحملوا الحركة ولا يستطيعون الوصول الي الملعقة لاحتساء المرق

ساعتها نعطي ما اخذنا

فان كان الحمل والرضاعة بصبر وجلد واستظهار السعادة والشعور بان ما نلاقيه من بكاء الرضيع بلا سكوت هو نعمة ننول عليها حسنات كثيرة ونبلغ بها عند الله المراتب العليا بان تكون طاعة الوالدين هي اقرب الطاعات الي طاعة الله

كان معاملة ابني لي عند كبر سني بنفس الاحساس فلقد زرعت فيه هذا الاحساس

ما زرعته احصده

عاقبته عند خطأه ونسيت ان اباركه عند اجتيازه وتفوقه ، سأجد منه هذا عند هرمي وكبر سني

احسنت اختيار امه، احسن هو معاملتها ومعاملتي

في رايي ان عاق الوالدين هو من تربي علي الحب والعطف والحنان واخذ كل ما يتاح لابويه من عطايا وقابل هذا ان عند كبرهم نهرهم وزجرهم ووضعهم في دار المسنين او طردهم من بيتهم ليسكن فيه هو وزوجته

اما من تربي علي القسوة والتأنيب بحجة انه هذا ما يجعل منه صالحا وان ( خلفناكم علشان تساعدونا وتشيلوا عنا لما نكبر)

لا والله لقد خلقنا الله احرارا من عبودية غيره ولم يخلقنا لنعبد ابائنا من دون الله

هكذا كانت الرحمة في الرحم

استيقظ ليلا كل ليلة علي صراخ ابنتي وابيت بجوارها طوال الليل حتي ينتشر صوت مؤذن المسجد لصلاة الفجر ولا املك لها شيئا ، ارضعتها وهي لا تزال تبكي، وابيها لا يملك الا ان يقول لا حول ولا قوة الا بالله ( مالك بس يا حبيبتي فيكي ايه) وتكاد عينيه تذرفان بكاءا ولا نعلم ما بها تبادلنا حملها وهدهدتها وان نغني لها ونقرأ لها بعض ايات القرأن والفاظ الرقية حتي نامت

كان هذا بطيب خاطر وكل ما نحمله هو الخوف والقلق علي الطفلة الصغيرة المسكينة وان اننا نحلم ان تكبر وتنمو وتأتي عليها يوما بعد يوم بالسعادة فهي تتويج للمودة والرحمة التي خلقها الله بيننا انا وزوجتي

سبحان الله

يقابل هذا بأن حين اكبر واصل الي سن السبعين والتسعين واصبح كهلا عجوزا اريد من يحملني الي المرحاض او يغير لي حافضتي، ابنتي هذا تقوم بتلك الاعباء وهي تردد تحمل يا ابي فان بقائك علي الحياة لهو خير ولولا وجودك ما كنت انا

اما ان قابلته بغير ذلك فهي عاقة

-----*****-----

وعلي الجانب الاخر

وصل الولد الي سن الخامسة واصيب وهو يلعب في الشارع مع رفاقه وعاد الي امه باكيا

- من فعل بك هذا

- كنت العب وفلان ضربني فوقعت علي الارض

- ( يا خايب يابن الخايبين ) ( مش قادر تضربه) ضربه في قلبك ، وبدلا من ان تمد يدها لتمسح دموعه تزيده ضربا وهي تقول له ( بعد كدة اللي يضربك اضربه .. انت فاهم)

او هذا الطفل في سن الثالثة قد انشغل باللعب وتبول علي ملابسه او حتي تبرز

- الله يلعنك بكل كتاب ، يخرب بيتك وبيت اهلك يا بعيد ، يبتليك بمصيبة ايه القرف ده

- ويتبادله ابوه وامه بالخبط علي الارض والنهر والشد والجذب في كل اتجاه

- الم نعودك علي ان تقول ( عايز اعمل حمام، اعمل بيبي يا ماما )

- وكل كلمة ومعها ضربة او خبطة او او او

صحيح انها قامت وخلعت ملابسه وابدلتها وغسلت ملابسه المتسخة واعتذرت للحاضرين ان كان ذلك في حضور الضيوف او كانوا في زيارة خارج المنزل

الا ان القسوة التي عاملت بها الطفل مع انها لم تعطه جائزة ولا حتي تقبله حين اتي اليها يوما وقال لها كلمة سمعها في احد مشاهد التليفزيون ( ماما انا بحبك )