السبت، 31 أغسطس 2013

عملية جراحية - حكاية جاون 3

لما تشوف العنوان اول خاطر ف بالك هي ايه الحكاية كل شوية عمليات 
نبيلة فيه ايه فيكي سليم 
اقولك هات لي انسان سليم :)
فاكرين لما دخلت المستشفي عشان الحاجز الانفي #حكاية_جاون
طلعت من الموضوع دا بفايدة وهي اني وصلت للدكتور ياسر فؤاد اللي تفضل مشكورا وكان وقتها نائب ف قسم جراحة الانف والاذن وعمل لي العملية وبعدها كلمته في مساعدة الاطفال المرضي اللي بترعاهم جمعية رسالة لما كنت متطوعة وموظفة فيها وقتها 
والراجل تفضل مشكورا ورحب جدا حتي اني بعد اسبوع اتصلت عليه وبلغته ان عندي حالة طفل صغير محتاج عملية ومعملش اي اجراءات بمجرد الطفل لما راح له بصحبة والدته الدكتور ياسر ربنا يكرمه حول الولد لعمليات ف نفس الاسبوع وسهل له الاجراءات المعقدة اللي تعبت انا فيها ومن غير ماياخد ولا مليم ومش بس كدة دا كمان دفع عنه تمن تذكرة المتابعة والمبالغ الصغيرة اللي بتندفع ف كل اجراءات الدخول لمستشفي الجامعي بالزقازيق 
وبعد كدة رحت له ( يمكن بعد سنة تقريبا) فكرته بنفسي وطلبت منه يساعدني في العملية التانية ( استئصال اللوزتين ) اللي كان مفروض تتعمل في المرة الاولي 
المهم انه عمل لي فحص سريع وحدد لي اجراءات عمل العملية 
بس طبعا مش زي الحالات الاستثنائية اللي تبع الجمعيات الخيرية 
انا مشيت ف الاجراءات عادي جدا كاني رحت لدكتور في عيادة خاصة وكتب لي تحويل علي الجامعة ورحت العيادة الخارجية بتذكرة ب4ج (اصلها غليت زي اي حاجة بتغلي) وطلعت انتظرت موعد وتحاليل جديدة وتاجيل مرة ودخول العمليات مرة 
المرة دي مخدتش وقت طويل ف التاجيل انا دخلت العمليات بعد اسبوعين وفضلت منتظرة في غرفة الانتظار عشان لو العملية اتاجلت يبقي خلاص متعبتش اعصابي ( منا اتعلمت الدرس) وبعدها فعلا جالي التاجيل 
بس المرة دي كان الموضوع اخف حدة من المرة اللي قبلها والدكاترة متعبوناش ونزلونا لغرفة العمليات ورجعو اجلو 
لا هو الموضوع من العيادة الخارجية باعتذار رقيق من الدكاترة انهم مش هايقدرو ياخدو حالات كتير الاسبوع دا ف يتم تأجيل الحالات للاسبوع التالي والحمد لله 
بس للاسف التاجيل جه علي دماغي لانه كان مصادف يوم 5 رمضان 
الصعوبة كانت الاولي ان والدتي قالتلي لازم اروح اليوم دا واطلب التأجيل عشان اعرف اقضي رمضان كله صيام من غير مشاكل 
لما رحت مقدرتش اتكلم  مع الدكاترة اللي موجودين وطبعا دكتور ياسر محضرش في اليوم دا عشان يتوسط في التأجيل 
الظروف كلها كانت مرتبة للموعد دا ( محدش يقدر يمنع القدر ) اه والله دا قدر ومكتوب باوان
الصعوبة التانية بقي يوم العملية اللي مفروض اروح الصبح الساعة 8 صايمة طبعا بس الصيام من الساعة 12 نص الليل عشان المعدة  تبقي فاضية ويسلمونا الجاون اللي هاندخل بيه العمليات 
الجاون ريحته جاز وقرف - شي مقزز 
المرة دي العامل اللي بيوزع علينا الجاونات مكنتش واحدة ست ولا ممرضة زي المرة اللي قبلها 
دا كان راجل من عمال النضافة في القسم ودا شي كنت مستغرباله جدا 
اني في قسم كل الحالات اللي فيه نساء 
استلمت الجاون وقولتله هالبسه جوه في غرفة الانتظار  
فوجده يخلع عنه ثوب الوقار وعلامة الصلاة اللي كادت تاكل نصف جبهته ويقول ليه اخلعي ثيابك كلها قبل ماتلبسي الجاون 
قولتله بحدة وجرأة 
انت ملكش انك تتكلم كدة 
قالي وكانه لم يلتفت لكلامي طيب لو مكسوفة ادخلي الغرفة دي واشار علي الغرفة التي يتم منها توزيع الجاون
ومال براسه عليا وقال ( ادخلي والبسي براحتك بس خلي بالك لما تطلعي هاحسس عليكي عشان اعرف انك مش لابسة الملابس الداخلية ) 
الكلمة كانت كالصاعقة وسبحان من خلاني مسكت نفسي عن الرد 
رميت الجاون علي الارض وقولتله تغور العملية عليك وعلي اللي جابوك علي المستشفي ووووو 
ثم تركته وخرجت من المستشفي 
طبعا رحت لوالدتي اللي زعلت جدا من الكلام اللي حصل بس بهدوء خرجت من غرفتها وطلعت علي المخزن الخاص بالقسم عندها وعادت مرة ثانية وهي تحمل اثنين جاون جديد لم يلمسهم قبلي احد غير الترزي اللي قام بتصنيعهم 
خلعت البلوزة الخارجية ولبست الجاون الجديد ( الاثنين خلف خلاف طبعا ) زي اللي مفروض اكونه وطلعت علي مبني الجراحة 
شاهدني هذا الشخص ونادي عليا فلم ابالي به 
سمعت تعليق ظريف من بعض المرضي 
شكلك عامل زي الاميرات بالجاون دا ) اصله كان فعلا شكله حلو قوي) 
دخلت العمليات وقعدت انتظر ف الصالة اللي تدخلك علي الغرف المعقمة 
انتظار مش طويل بس عرفت مين الطبيب اللي هايقوم بالعملية بتاعتي 
( الله اكبر) 
اصغر دكتور واول مرة يعمل استئصال للوزتين وكان مضطرب جدا لدرجة اني كنت عايزة اقوله متقلقش هدي نفسك انا مش هاضربك :)
تالت حالة نادو علي اسمها ( نبيلة) يعني انا رقم 3 
علي بركة الله 
دخلت نفس الغرفة بتاعة عملية الحاجز الانفي وكان دكتور ياسر قدامي بس مشغول بتشخيص لحالة تانية معرفتش اكلمه 
 حقنة البنج مع اية الكرسي والمعوذتين وكام دعاء بالخير 
وفقت لقيت نفسي علي الترولي اللي بينقلوني بيه لغرفة الانتظار الاولي في الدور الخامس 
شالوني ونزلوني علي السرير ووالدتي بجواري تتمتم بالادعية التي تحفظها وايات القران الكريم 
والجاون الجديد بات غارقا بالدم 
فقد نزفت كثيرا نظرا لان عمليات استئصال اللوزتين تكون اخطر كلما كبر السن 
مابالك باني فوق الثلاثين 
استوعبت الوضع وبدات في خلع الجاون محافظة علي ملابسي الاخري 
فلم اخلع شي :) فقط راعيت وانا ذاهبة للمستشفي الا ارتدي اي شي يخنق الرقبة او الصدر 
او يحمل معدنا يعيق اجهزة قياس القلب والتنفس الصناعي 
بدات استوعب اكثر فأكثر وطبعا عملتي هي ضمن عمليات اليوم الواحد 
كان لابد من الخروج 
----
نزلنا من المستشفي بدون مصعد 
فهو دائما مايتحججون انه معطل 
سلما ف سلما 
درجة فدرجة 
الحمد لله وصلنا الشارع 
في المرة السابقة لم نجد تاكسي يوصلنا وعبرنا الطريق للاتجاه المقابل من الكوبري وانقذنا سائق طيب 
هذه المرة اخذت اتوبيس النقل الداخلي 
متستغربوش ماهو احنا كنا في رمضان ووقت ذروة خروج موظفين 
الساعة 3 والناس بتبدا تحشد نفسها للعودة لبيوتها وكثافة مرورية عالية ومفيش حد هايرضي يروح البيت اللي ف اخر الدنيا 
الحمد لله اني لقيت اصلا وسيلة مواصلات 
طول الطريق مش قادرة افتح فمي وطبعا المناديل الورقية لمسح الدماء حتي لا يلاحظ احد شئ 
اقتربت محطة الوصول ووالدتي تحدثني اننا في رمضان وفي وقت شتاء وبالتالي سيكون من الصعب ايجاد المثلجات 
ايس كريم 
حين وصلنا للشارع الضيق تحدثت اليها ان تذهب هي للبحث عن الايس كريم في المحلات القريبة والمحيطة بنا 
وانا اعود علي مهلي للبيت
جسدي يترنح لكني دائم عنيدة ومتعافية 
بالفعل بدات اسند علي نفسي واخطو خطوات بطيئة حتي وصلت الي المنزل 
لم يكن هناك مارة بالشارع غير حنان بنت الجيران التي اوقفتني ولما رددت عليها التحية لاحظت تناثر الدماء من فمي 
فعرضت ان تسندني الي المنزل وابيت تماما 
ووصلت 
الحمد لله 
وجدت والدي ينتظرنا علي الباب 
سالني اين والدتي ولم يشعر باني فعلا قد عملت العملية 
اجبته انها ذهبت تبحث عن ايس كريم وكنت انطق بصعوبة 
ودخلت البيت وارتميت علي الارض 
ولم اشعر الا ودخلت والدتي بالايس كريم 
اسبوع متواصل من الفطار والغذاء والعشاء 
ايس كريم وجيلي 
هههههههههه 
صعبان عليا الصيام اللي راح 
بس الحمد لله العملية نجحت وانا الان احسن كثثثثثثثير عن قبل 

ثرثرة

بدات استعيد الذكريات وارغي مع نفسي شوية 
كلمة واحدة ترجع لي ذكري وافضل اعيد السلسلة الزمنية لها 
وكل مرة افتكر حاجة بمجرد كلمة تتقال 
كلمة بترجع الذكريات 
وياااااه ذكرياتي مش فاكرة فيها حاجة حلوة 
كلها مؤلمة ( بسياسة التعميم اللي ماشية ف البلد ) 
اصلي فعلا مش فاكرة حاجات حلوة كتير 
يمكن بس يتعدو علي الصوابع 
افتكرت الحنية الزايدة اللي بتتلخص ف كلمة معلش ( بعد كل موقف قاسي من حد المفروض انك عزيز عليه ) 
افتكرت  عبارة انا بقسي عليكي عشان تشدي حيلك وتتشجعي وتعملي الاحسن 
افتكرت لما جبت ف الاعدادية ف مادة الرياضيات 57 من 60 وبدل ما اتكافئ علي التفوق اتسالت هي ال3 درجات دول ليه راحو 
افتكرت لما قولت اني ليا حق اني ارفض او اقبل اي عريس يتقدملي وكان الرد انتي ايه اصلا 
افتكرت لما كنت بحاول امسك نجمة ف السما وكانت خلاص ف قبضة ايدي وانضربت علي ايدي ضربة تخليني اعجز اني امسك حتي ايدي علي الفاضي 
مجرد ثرثرة مع نفسي والذكريات كتير