الخميس، 29 أكتوبر 2009

ال ايه بحلم



صباح التفاؤل والاشراق والامل في وجه الله الكريم واسع العطايا الذي هو امره بين الكاف والنون اذا اراد شيئا قال له كن فيكون

صباح الايمان والرضا بقضاء الله

صباح الخير والسعادة باذن الله

مضي شهرين علي وصول ازمتي الي ذروتها وانفجار امي في وهي تصفني باشد واقسي الصفات واكثر الكلمات اهانة وجرحا

حدث لا يمكن ان انساه فالاهانة حين تأتي من قريب تكون اشد قسوة وايلاما

وامي كانت اقرب الناس لي واكثر الناس يعلم مابي

الا انها جرحتني وبمنتهي القسوة

قد يكون لخوفها علي ما برر لي اصدقائي ما قالت وفعلت ولكني لازلت اقول انها قتلتني فمن الحب ما قتل

ومع محاولة اصدقائي كلهم التدخل لحل الازمة الا انها لم تسمح بالتدخل، واي اي شخص مهما كانت قرابته يفكر او يعرض عرض التدخل لحل الازمة يلاقي غضبا ورفضا ويزداد الامر سوءا الي ان قررت الاستسلام اليها والصمت التام امامها فكل قرار سأخذه هو مخالف لرأيها وفيه غضب من الله، فغضب الام من غضب الرب، او كما تعلمت من اساتذة الدين ان الملائكة تلعن من يلعنه ابواه او يبيتهما غاضبين عليه، وهذا ما جعلني اصمت واحاول ان اخفي قوة جرحي القاتل

منذ ايام انتظرت حتي يخرج الجميع من المنزل ابي وامي الي عملهم واختي الي محاضراتها في الجامعة كالعادة اليومية

وقد اخذت قرار ان اذهب فقط الي الجامعة لعمل اجراءات استخراج شهادة دبلومة الدراسات العليا الثانية ( دبلومة الموارد البشرية ) رغم انني كنت اشعر بكل الاحباط والياس وانها لا قيمة لها، الا انني ذهبت فقط لأنني بحاجة الي ان اخرج من البيت واستعيد ذكريات الذهاب الي الجامعة والنظر من نوافذ المواصلات وعمليات التبديل في المحطات حتي اصل الي هناك والدخول من بوابة والخروج من بوابة اخري

يااااااااااه كانت ايام جميلة كنت اتمني ان تدوم بمواصلة الدراسات العليا ............

وخرجت وتنفست الصعداء واستنشقت هواءا جديدا افتقدته منذ شهور وكنت اظن انني لن اتنفسه ثانية ووصلت الي بوابة الكلية وكالعادة اقف علي باب المصعد انتظارا وتذكرت عم جميل الرجل الطيب الذي كان يسمح لي باستخدام المصعد رغم انه مخصص لاعضاء هيئة التدريس وفقط وكان يناديني بلقب دكتورة رغم انه يعرف انني مجرد طالبة علم

وتوجهت الي الدور الرابع ، مكتب شئون الطلبة للدراسات العليا ، وكالعادة ايضا لم اجد موظفا علي مكتبه ووجدت شخصين منتظرين احدهم يبدو عليه الضيق جدا الا انه يتسم بالهدوء

سالني: هو حضرتك موظفة هنا؟؟

اجبت: لا انا كنت طالبة وجئت استفسر عن استخراج الشهادات

- كنتي طالبة ماجستير؟؟

- لا دبلومة موارد بشرية

- ياه، ده تخصص هايل،،، وياتري بتشتغلي واللا ؟؟!!!

- نظرت اليه بضحكة خفيفة يحفها السخرية من الاحداث واجبته : لا طبعا، في بلدنا العمل فيها بقول الست تحية كاريوكا زمان وهي تقول " بفلوسك وبمالك هاتنول اللي في بالك " وانا الحمد لله

- ضحك بصوت عالي وقال لي مش دايما علي فكرة، مش كل الناس اللي بتشتغل دي دفعت رشاوي، فيه ناس الحظ لعب معاهم وفي الاخر الشغل ده رزق من عند ربنا يوهبه من يشاء سبحانه وتعالي! ثم قال: انتي اكيد ما بحثتي عن عمل بطريقة منظمة

- الله سبحانه وتعالي اعلم باللي كنت بعمله وطرق بحثي عن العمل ولكن كما قولت انت العمل رزق من عند الله

وطال الحوار ولم ياتي احدهم والرجل يقف بقلق وبدأ يظهر عليه الغضب جدا وسألني بضيق شديد: الموظفين راحوا فين؟

قلت: لا اعلم ولكن سأل عم جميل او اي من العمال الموجودين

وتحركت بالفعل لسؤال احدهم الذي اجاب بانه اجتماع للموظفي شئون الطلبة بالكلية في مكتب العميد ولا نعرف متي سينتهي

ياللحظ

الحمد لله علي كل حال

قال الرجل الذي كان ينتظر معي: هكذا هو حال مصر ولن يتغير، موظفين فوت علينا بكرة مهما كانت الحجة وطوابير الانتظار

اما الثاني الذي كان صامتا طوال الوقت فقد القي بكلمة حسبي الله ونعم الوكيل واتجه الي السلم ليعود من حيث اتي خالي الوفاض وكلنا كنا خاليين الوفاض

اما انا فالقيت التحية علي هذا الذي كنت اتحدث اليه دون ان اعرف من هو طوال اكثر من ساعة في انتظار الموظفين الكرام فاجابني بان اخرج ( كارت) قائلا هذا الكارت به اسمي وتليفوني ويشرفني معرفتك، بالمناسبة انا اقدر اساعدك في ايجاد وظيفة مناسبة

فسلمت عليه وشكرته وسالته كيف تساعدني، الكارت مكتوب فيه انك مهندس بترول فهل ستوفر لي عمل في شركة البترول

كنت اقولها بسخرية طبعا, فأنا اعرف انني غير مؤهلة لذلك الا طبعا بمبدأ ( بفلوسك وبمالك) او حتي بمبدأ ( كوسة وواسطة ومحسوبية ) وطبعا ده محتاج فلوس ومال

--: ايه يابنتي لو عايزة تشتغلي قولي

--: طبعا عايزة اشتغل بس ازاي

--: خلاص، اتصلي بيا وانا هاقولك تعملي ايه

--: طيب حضرتك ممكن تقولي دلوقتي؟؟!!!!

--: ماشي يا ستي انا بعمل مصنع للدائن في مدينة العاشر من رمضان علي مساحة كبيرة جدا والمصنع تم انشائه فعلا ولم اعلن عن طلبات التوظيف حتي الان واحتاج اكيد لناس كتير تساعد المستشارين في الادارة، لو محتاجة تشتغلي بجد هاتيجي تحضري مع المستشارين برنامج تدريبي لتأهيلك وتكوني معانا، قولتي ايه ؟؟

--: طبعا يشرفني اني اشتغل مع حضرتك، اقدر اخد عنوان المصنع؟؟

--: الكارت اللي معاكي عليه بيانات الاتصال كاملة وعليه كمان عنوان المصنع في الجزء الثاني من الكارت

انتبهت ان الكارت كان مزدوج وان العنوان مكتوب فيه مصنع اللدائن بمدينة العاشر من رمضان وباقي العنوان

--: اذن فماذا افعل الان؟

--: ممكن ان تقومي بتجهيز اوراق تعيينك وتأتي بها غدا او بعد غد علي الاكثر في العنوان المكتوب ويفضل ان تتصلي قبلها لتاكيد الميعاد

--: ان شاء الله

--: ان شاء الله، السلام عليكم

--: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مع السلامة

واتجه الي السلم، واتجهت انا الي المصعد فقد ناداني عم جميل ان انزل بالمصعد

وعدت الي المنزل، ولم يدري احد اني خرجت، فكيف اقول لهم علي هذه الوظيفة وبياناتها؟

من خلال التليفون؟؟!، ام من خلال الانترنت؟؟!!

جلست افكر واخيرا استقر رأيي علي ان اقول انه جائني اتصال تليفوني من احد الاشخاص بخصوص هذه الوظيفة

وبالفعل جاءت والدتي وتحدثت معها وقالت اذهبي ولكن لو كانت كما حدث في المنصورة في شركة العشري وكان تدريبا دون مقابل ومصاريف المواصلات وفي النهاية لا تحصلي علي الوظيفة التي توجهت اليها فلن اسمح لك بذلك

كعادتي ارهب التحدث مع اهلي، وكبار المقام، اجد نفسي اتحدث بالمختصر ولا استطيع اقول ما اريد، يذهب مني الكلام كحال العاشقين حين يلتقيان ويكونوا رتبوا الحوار بينهم اكثر من مرة وحين يلتقوا يفقدون الكلام وينسونه

هكذا قالت السيدة ام كلثوم

في اليوم الثاني اتصلت علي رقم المصنع المكتوب في الكارت وسالت عن اسم صاحب الكارت فانتظرت حتي وجهني اليه المسئول عن الاستعلام في المصنع ، علمت بعد ذلك انه امن المصنع

المهم تحدثت الي المهندس وسالته عن امكانية تحديد ميعاد المقابلة غدا صباحا

فاجاب بالموافقة وانه سيكون بالانتظار

واتصلت بدليل التليفون (140دليل ) للتأكد من بيانات المصنع وكانت البيانات صحيحة

سامحوني لكي يطمئن قلبي

ذهبت في الميعاد الي مدينة العاشر من رمضان

ما اصعب الاشتياق، فانا احب السفر جدا، واحب مدينة العاشر وكل المدن الجديدة التي تعطي امل في الغد، واامل ان اعيش في اي من هذه المدن

ولكن انت تريد وانا اريد والله يفعل ما يريد

سبحان الله

ودخلت بوابة المصنع وكعادة الامن في اي مكان يوجه الشخص الجديد الي حيث يريد الاتجاه وجهني احد امناء البوابة الي حيث وجدنا المهندس صاحب المصنع الذي رحب بي وعرفني علي الاشخاص الواقفين امامي

شخصيات تحس معها بأنها علي قدر من المكانة والفكر يبدو وكأنهم محامين او خبراء

هم بالفعل خبراء في مجال الادارة والانشاء وغيره ممن استعان بهم المهندس لترتيبات المصنع وادارته

وقدمني بصفتي اول فريق العمل الاداري الجديد

رحب بيا الجميع وعادوا لاستكمال الحديث بينهم وانا في الانتظار ثم توجه اليا المهندس بالحديث

نبيلة هاتكوني مع الدكتور كامل هو المستشار الاداري

ابتسمت وقولت تمام يا فندم وجذبني دكتور كامل بالحديث وبدأ يستطرد ليتعرف عليا اكثر

فعطيته سيرتي التي اعدها لي اسلام زميلي من فريق معا، وبعض اوراقي فكان يقرأها وهو يمشي متجها الي مكتبه وانا معه ولا يزال يسألني وانا اجاوب

الحمد لله وفقني الله

ولكن ليس في وظيفة

فقد انتهي كلامي مع دكتور كامل علي اساس اني سوف اتي الي مكتبه الاستشاري في القاهرة لمدة اسبوع مدفوع الاجر للتدرب علي انظمة الادارة التي سيقوم عليها كيان المصنع وطلب مني ان اتواصل معه عبر الجوال بشكل دائم حتي اذا ما طلب مني الزيارة في المصنع لاي ملاحظة

وفي المساء حكيت ما حدث مع صاحب المصنع هذا المهندس الطيب، ومع دكتور كامل وعن انني ساعيد تليفوني المحمول للتشغيل حتي لو غيرت الخط حتي اتواصل معاهم

فكان الرد: هل وقعتي عقد؟ هل اتفقتي علي الراتب؟

فقلت انهم اعطوني 200 جنيه انتقالات فترة الاسبوع التدريبي في القاهرة وانهم اخذوا مني الاوراق وان كنت لن اتعين كاحتمال ضعيف مثلا فعلي الاقل ساستفيد وايضا لن اخسر فقد اخذت تكلفة السفر مقدما

فوافقوا والحمد لله

ووضعت شريحة اتصال جديدة في جهاز المحمول وجعلتهم يضعوا لي رصيدا بسيط للتواصل وارسلت رسالة الي دكتور كامل ان هذا هو رقمي الحالي وتقبل تحياتي

فاتصل بي دكتور كامل علي الفور مرحبا اليوأاأكأأأأ ومهنئا وكانه لا يصدق انني كنت احمل محمولا سابقا

ما علينا

المهم استطرد في الحديث وبدأ يسألني عن سكني وعنواني وعائلتي وكعادتي جاوبت بمنتهي البراءة وافتراض حسن النية

ربنا يستر

طال الحديث اكتر من ساعة وكان يرد عليا بنفس البيانات سكنه وعائلته وعاداته الشخصية اليومية

خير خير

ذهبت في الصباح الي القاهرة واخذت المترو الي التحرير حيث مكتب الدكتور كامل وسالت عن العنوان ووصلت له والحمد لله

وقبل ان اصل الي باب المكتب دق جرس تليفوني رقم الدكتور كامل فرددت عليه وجدته يسالني لماذا التاخير حتي الان

وانه يخشي ان اكون ضللت الطريق؟

لقد شاهدت هذا الاهتمام سابقا ولكن النية لم تكن خير

ربنا يستر

اجبته انني في المبني بالفعل وعلي باب المكتب، فاعتذر وقال انه في الانتظار

دخلت المكتب وجدته من بعيد ينادي عليا، اقبلت عليه بالسلام

عرفني بالحاضرين وقال انهم سيحضروا معي التدريب وسوف نصطفي منهم عددا حسب نتيجة الاختبارات

الله،

ثم اخذني باشارة منه الي مكتب اخر وقال انه مكتبه

وقال انه سيكون هناك بالفعل اختبارات لجميع المتدربين ولكن انتي باي حال ستكوني معنا لان صاحب الشركة هو المرشح لكي

وسألني كيف تعرفت عليه وغيره

كأنني في تحقيق دائم ولكن بشكل لطيف

من شخص ظريف جدا وقور جدا ويبدو عليه الادب والاخلاق ولكن هناك شئ من اللهفة لا يليق به

******

مر اسبوع علي بداية التدريب وكنت في كل يوم بعد نهاية التدريب يأتي دكتور كامل او يتصل بي ويبلغني انه سيوصلني الي الموقف لأنه يرغب في التحدث معي اكثر لاكسابي خبرة اكثر

وبفرض حسن النية كنت اوافق، وبصراحة لم اجد منه شئ يشوبه والحمد لله

واكثر شئ لفت انتباهي اني دخلت مرة المكتب بالخطأ علي اعتقاد انه لا احد به فوجدته بداخلة ويقيم الصلاة

شئ مشرف ويدعو الي الفخر

دائما اعتقد ان الشخص الذي يصلي بهدوء ودون ان يجذب انتباه الناس اليه يحاول ان يرضي الله في كل علاقاته مع البشر

وجاء المحاضرين في اخر يوم واخبرونا انه الاختبار سوف يكون بعد غد وسيكون اختبارا علي مدي استيعابنا وعلي افكار ومقترحات نقدمها كل منا علي حده بخصوص الادارة وتخصصاتنا المختلفة

وكالعادة رافقني دكتور كامل وحكيت له عن الاختبار

فقال لا تقلقي، كل شي علي ما يرام وانتي علي قدر التوفيق، كما اننا متفقين من البداية انك خارج التصفية

ثم قال هناك شئ اريد التحدث معك فيه فهل من الممكن ان اصطحبك لمكان عام نتحدث سويا قبل ان اوصلك الي الموقف؟

حسست بانقباض وخوف

وسألت خيرا ان شاء الله؟؟

فقال لا يصح ان نتوقف بالسيارة في مكان فهذا غير لائق بك ولكن من الافضل ان نخرج منها في مكان عام مسموح به

فقبلت

وذهبنا الي كافي شوب قريبا من المكتب، وجلسنا وليس طويلا

فكما توسمت فيه مراعاة الادب والاخلاق

اول ما جلسنا قال انه لا يريد ان يسئ لي ولكن الموضوع ملح عليه جدا

قال انه شاهدني من اول يوم والتفت اليا وشعر بانجذاب لشخصيتي

وانه اراد ان لا ينخدع في فحاول التواصل معي اكتر من مرة وسالني وسأل عني وكانت كلها تبشر بالخير

وانه يريد ان يدخل البيت من بابه ويتشرف بطلب يدي

ولكن احب ان يسمع رأيي

فشعرت بالخجل الشديد ولكني اجبته انه يمكنه الاتصال باهلي وتحديد ميعاد

ههههههههههههههههههههه

للمرة الثانية علي التوالي يحدث ان اقوم من نومي قبل ان اقع من علي السرير

ههههههههههههه

تقبلوا تحياتي

فكما سبق وقلت لكم ان الجعان يحلم دائما بسوق الخبز

سامحوني

هذه ليست احلامي فقط

انها احلام كثير وكثير من البنات

ان يجدون فارس احلامهم وان يحصلون علي وظيفتهم وان يخرجوا من قفص الاهانة التي فرضها عليهم مجتمع جاهل لا زال يفضل وأد البنت ويفضل الولد علي البنت

واذا بشر احدهم بأنثي اسود وجهه

والمقولة الشعبية الدائمة ( يا ام البنات يا حزينة للممات)، ( لما قالوا دي بنية هدوا حيطان الدار عليا) وغيرها الكثير من الكلمات القاتلة

صدقوني قاتلة

واظن كثير ممن هم في سني او اكبر او اصغر يعلمون مثل هذا

الحمد لله

الاثنين، 26 أكتوبر 2009

باركولي اشتغلت



صباح الخير والسعادة والامل

الله علي الايام صحيح

اللي حصل كان اشبه بالمعجزة

تعلمون اني ابحث عن وظيفة وطال بي البحث حتي انني اصبحت كالمتسولة علي ابواب الشركات والمصانع بالعاشر من رمضان حاملة عدة نسخ من سيرتي ( c.v. ) حتي علي الانترنت ، بحثت في الكثير والكثير من المواقع وارسلت تلك السيرة الي العديد من المهتمين بتلبية طلبات التوظيف او الشركات التي كانت تعرض وظائف عبر مواقعها او المنتديات او (الجروبات) المختلفة الهادفة لمساعدة الشباب، وارسلت ايضا السيرة هذه الي اصدقائي طالبة منهم ان يساعدوني في البحث ويرسلو سيرتي لاصدقائهم ، لعل احدهم يكون صاحب شركة او مدير فيها يساعدني او حتي ساعي يمكن ان ينقل هذه الورقة الي المسئول المختص رفقة بحالي وما وصلت اليه من احباط واكتئاب

حاولت تمرين نفسي علي كل ما هو جديد قدر المستطاع

ااااااااااه طال الانتظار حتي كدت افقد الامل

واليوم حدثت المعجزة !!

افتح بريدي الالكتروني وانظر في الرسائل عل الله يرسل لي المدد ، وها هو المدد ، احد الاشخاص لا اعرفه.، يرسل لي رسالة خاصة جدا معنونة هام جدا ومشار اليها بعلامة الرد علي الرسائل !!!!

ماهذا؟ من هذا الشخص؟ وهل انا ارسلت له فهو يرد علي؟ لا ادري

فتحت الرسالة وجدتها من ادارة الموارد البشرية بشركة كبيرة جدا في مصر ولها اسم معروف جدا، والرسالة موجهة لي ردا علي ارسال سيرتي اليهم ( انا لم ارسلها لهم، ربما يكون موقع من مواقع التوظيف علي الانترنت والذي سبق ان سجلت فيه ، او قد يكون احد اصدقائي ارسل رسالة باسمي وقد فعلها الكثير من اصدقائي ،،، ربما !!!)

المهم الرسالة تقول

الاستاذة / نبيلة

تحية طيبة

برجاء التقدم الي ادارة الموارد البشرية بفرع الشركة بمدينة العاشر من رمضان لعمل المقابلة الشخصية وذلك لوظيفة مدير ادارة التدريب بالفرع وذلك بموعد اقصاه عشر ايام من تاريخ ارسال الرسالة

علمنا بأننا حاولنا الاتصال بك عبر الهاتف النقال ولم يتاح (اعرف جيدا انه الهاتف المحمول لدي لا يعمل فقد اصيب ضمن ما اصيب في الظروف التي مررت بها

احس ان العالم يلف من حولي

ولكني حاولت استيعاب الموقف واتصلت بالفعل في نفس اللحظة علي رقم التليفون المدون في دليل التليفونات باسم الشركة وعرفت انه بالفعل الرسالة مصدرها الشركة وليست خدعة من احد اصدقائي

الحمد لله

بعد يومين ذهبت الي مقر الشركة ومعي بعض اوراقي وعبر البوابة اصطحبي احد رجال الامن بالشركة الي مكتب مدير ادارة الموارد البشرية بالفرع

جلست بالسكرتارية قليلا حتي دق جرس التليفون في مكتب السكرتارية واجابت : حاضريا فندم

والتفتت اليا قائلة : استاذة نبيلة اتفضلي لمكتب رئيس مجلس الادارة

احس بالرعب من شدة التوتر الذي انا فيه واكاد لا اصدق ولكنها الحقيقة لا يجب ان يظهر عليا هذا التوتر

دخلت الي المكتب وجدت هناك السيد رئيس مجلس الادارة والسيد مدير ادارة الموارد والذي سألني عن سيرتي وان كنت اعرف سيادة رئيس مجلس الادارة ام لا؟ والحقيقة انني لا اعرف سوي اسمه لأن الشركة معروفة جدا ولها نشاط ملحوظ علي الاقل بالنسبة لي

قد يكون من خلال عملي في جمعية نهر الحياة التي اتاحت لي الفرصة بالبحث عن الشركات والمصانع الكثيرة، او قد يكون اثناء فترة البحث والتسول علي الشركات بحثا عن عمل ( الله اعلم )

سألني ايضا عن خبراتي ومهاراتي ومدي اجادتي لها

ورئيس مجلس الادارة يسمع وبانصات ولا يتحدث بكلمة

وفجأة يتوجه اليا بسؤال

تحبي تشتغلي معانا يا نبيلة ؟ واللا نشرحك لمكان تاني؟

اجبت باستغراب من الشق الثاني من السؤال: انا اتمني العمل معكم جدا

فسألني لماذا؟

اجبت : لأني ابحث فعلا عن عمل بشركة كبيرة متميزة تتيح لي الفرصة في التعلم اكثر وتشجعني علي ان انمي طموحي كلما زاد طموح شركتي ، كما ان الشركات الكبيرة لا مجال فيها للتسلية والثرثرة التي تظهر احقاد وضغائن

ابتسم واخذ ورقة بيضاء وكتب عليها كلمتين في الوقت الذي كان فيه مدير الموارد البشرية قد قام لمكالمة تليفونية في هاتفه المحمول

اشار الي رئيس مجلس الادارة بالورقة التي كتب فيها ما كتب وقال لي: اذهبي بهذه الورقة الي السكرتارية ، مبروك!!!

لا استطيع ان اخفي حالة الدهشة التي انا فيها والمصحوبة بالسعادة المتناهية، ولكني تمالكت نفسي وحاولت السيطرة علي اعصابي حتي اري ما التالي

وصلت الي الباب وناداني مرة اخري: الا تقرأي ما في الورقة هذه ؟؟ ابتسمت اليه في دهشة ، فقد ظننت انها اخبار للسكرتيرة بأن تسلمني ورقة مصوغات التعيين مثلا؟؟ واجهني بابتسامة هو الاخر وقال لي اقرأيها يا نبيلة .

قرأت الورقة

انها مكتوبة بخط اليد قرار تعييني براتب 1500 جنيه بالشركة مديرة لادارة التدريب الفرعية ( المسئولة عن فرع العاشر من رمضان )

ما اروعك

لا اكاد اصدق

خرجت من المكتب وانا في حالة من النشوة

توجهت الي السكرتيرة بالفعل سلمتها الورقة فقرأتها وقالت: مبروك.. شايفة المكتب اللي في اخر الممر ده..

مكتب مدير ادارة الموارد البشرية والذي قابلته من دقائق !!

اجبت نعم . قالت اذهبي وسلمي الورقة اليه فهو المسئول وهو سوف يوضح لكي ما التالي

الله الله علي الفرحة بداخلي

توجهت الي مديري

وسلمته الورقة

قال لي : مبروك،

وسلم لي بعض الاوراق والتي هي عقد التعيين وعقد التأمين وعقد اخر لخط المحمول المخصص من قبل الشركة بنظام الفاتورة وايضا استمارة6 التي يجب عليا توقيعها هي الاخري وورقة بها ماهو مطلوب مني من مصوغات تعيين واوراق رسمية

اثناء توقيعي، يبدو ان سيدي المدير دائما مشغول بالتليفون، يضع السماعة علي قول حاضر يا فندم ويتوجه اليا

هاه ، ايه الاخبار؟؟

اجبت ببساطة انا وقعت علي كل الاوراق ولكن استمارة6 هذه!!

ابتسم وقال لي لا داعي لا يا سيدتي فالعقد الموقع بيننا لمدة ستة سنوات، ويبدو ان ورائك شخصية هامة جدا جعلت من رئيس مجلس الادارة بنفسه يأمر بتعيينك وتسلميك كل مهمامك اليوم دون قيد او شرط

ابتسمت بشكل اوسع كدت ان اقهقه ولكني منعني الاستحياء والرهبة ايضا

- استاذة نبيلة، اتفضلي معي

واصطحبني الي المكتب المجاور له وبه اربع افراد ، موظفين ادارة التدريب

المكتب واسع وبه خمس مكاتب واربع موظفين فقط منهم سيدة واحدة ، واشار الي المكتب الفارغ وقال: هذا مكتبك عليه جهاز كمبيوتر خاص بك موصل بشبكة انترنت خاصة بالشركة ، وهؤلاء هم فريق العمل المساعد لك

نظرت اليهم بابتسامة تحية وترحيب متمتمة بصوت هادئ (اهلا وسهلا )، واشار اليهم انني المدير الجديد وانه يرجو التعاون معي لاني شخصية هامة وذات خبرة عالية

صدقوني لم اكن اصدق حتي جلست علي المكتب وبدأت في الحديث معهم وانجذبوا اليا بالفعل

دقائق وجاء الساعي ببعض الصناديق والاوراق ووضعها علي مكتبي، فسألته باستغراب ما هذا،

قال انه جهاز الكمبيوتر الشخصي ( لابتوب) الخاص بي الذي اتت به ادارة المشتريات بناءا علي تعليمات الادارة ومعاها اقرار لأنه اصبح عهدتي الشخصية ، وبرغم انني املك لابتوب بالفعل الا انني فرحت جدا به فهو يعبر عن مكانتي بالفعل في الشركة

( ما هذا وظيفة بمركز مميز فانا احب مجال التدريب الذي اعتبره من اهم مجالات مساعدة الناس والراتب مميز وايضا خط محمول بيزينس فاتورة ،،،،،

الوقت تأخر عليا في الشركة فسألت احدهم ان كان التليفون يمكن استخدامه لغرض شخصي، فقد احببت ان اطمئن امي عليا وابلغها اني استلمت العمل بالفعل؟

- اكيد طبعا حضرتك ممكن تستخدمي التليفون وفيه كمان خط مباشر لو حبيتي تتكلمي علي موبايل!! كان رد احد الشباب المساعدين في المكتب

شكرته ورفعت السماعة واتصلت بوالدتي وبشرتها ثم سمعت اذان العصر.. يا نهار ابيض لقد فاتتني صلاة الظهر !! ولكم احس بالشقاء حين افقد صلاتي ، سألت ان كان فيه مكان ممكن اصلي فيه ، تتاح لي فرصة الصلاة القصر عند السفر لغير موعد ودائما اخرج من بيتي علي وضوء والحمد لله ، رحب الشباب وقالو انهم يستعدون للعودة الي المنزل وسوف يخرجون قليلا يمرون علي بعض المكاتب حتي اصلي وانتظرت معي السيدة الوحيدة بالمكتب ( اقصد سابقا قبل ان انضم اليهم )

- تقبل الله ، قالتها لي وهي تضغط علي ازرار التليفون الخاص بها

- منا ومنكم ان شاء الله

كانت تحاول ارسال رنات لباقي الشباب اشارة منها اني انتهيت من صلاتي ويمكنهم العودة الي المكتب

فريق عمل رائع ومميز

باقي نصف ساعة علي معاد السيارة ، سوف استقلها معهم ، فقد قال لي مدير الموارد البشرية انني سوف استقل سيارة الادارة التي تنقل الموظفين الي مدينة الزقازيق وبلبيس ،

حين دخل الشباب طلبت منهم ان نتحدث سويا مرة اخري عن ما ننوي فعله وما سبق من افعال خاصة بنشاط الادارة وقد ظهر منهم اننا متفقين علي الحماس والقوة والاتحاد في العمل

وبالفعل بدا العمل معهم من اول لحظة

تبدالنا البريد الالكتروني لكي نكون علي تواصل دائم، مع اشارة لهم انني لن اكون متواصلة معهم هذه الايام حتي استعيد الانترنت للمنزل ثانية ، ولكنهم اجابوني بأن اللابتوب الجديد مزود بخط انترنت مجاني لاسلكي حتي لا يتعطل العمل وان هذا اللابتوب هو للمديرين في الادارة العليا فقط

يبدو انني بالفعل شخص مميز، فقد فقدت ثقتي بنفسي تماما من كثرة الاخفاقات والاحباطات التي واجهتها

لكني الان بحالة جيدة واحس اني اطير فوق العالم

اليوم مر علي عملي شهر، وهانا علي مكتبي ويأتي اتصالا تليفونيا من مكتب مديري بأن اتوجه الي الحسابات لاستلم اول راتب لي

1400 ( الف وربعمائة جنيه ) بعد خصم مائة جنيه للتأمين والمصاريف الادارية الاخري

اقبض علي الراتب واخرج من مكتب الحسابات وانا اتوجه الي مكتبي اكاد اطير فوق السحاب من شدة الفرحة

ولكني

افيق من نومي وانا اكاد اقع من علي فراشي الي الارض

كان حلما

هههههههههههههههههههههههه

كان حلما كالجائع الحالم بسوق الخبز

ههههههههههههههههه