ذات مساء كنت اجلس افكر في حالي وما اصبت به من حالة احباط نتيجة العمل في شركة قطاع خاص
فانا لا احب العمل في القطاع الاستثماري ومايكون بناؤه علي المال وفقط مهما كانت النتائج
فقد وافقت علي العمل معهم فقط خروجا من الملل حيث اصابتي كانت قد حجبتني عن العالم وكانت فرصة العمل معهم مجالا للخروج الي العالم مرة اخري
قدر الله وماشاء فعل
وفي تلك الليلة كنت اجلس علي ال(فيس بوك ) اتحدث الي اصدقائي وانظر في رسائلي الخاصة
فوجدت رسالة تصلني في التو
وظائف في رسالة فرع ---- براتب مغري
يا الله
انا اريد العودة الي رسالة
الي حضن امي
كنت سعيدة وانا اسال اصدقائي واخواني
هذه الرسالة التي لم اسعي لها
هي ماخلقت لها
اتت لي بدون ان اخطط لها شيئا
اجبت المرسل بان الرسالة ناقصة مواعيد العمل
فاجابني بان المواعيد من 11 الي 8 مساءا
ودار بيني وبينه حوار قصير اسفر عن ان ارسلت سيرتي الذاتية الي المرسل طلبا في العمل بين احضان امي
ايا كان محل اقامتها
مضي اسبوع ووجدت اتصال بتحديد موعد المقابلة الشخصية
عفوا الموعد غير مناسب لكني سأحاول
يوم الموعد اتصلت وابلغت اعتذار رسمي
وشعرت انها ليست مكتوبة ليه
قدر الله
لكني وجدت اتصال اخر في اليوم التالي بتحديد موعد اخر
اذن فهي لي
اجبت النداء ورتبت نفسي للذهاب
وهناك
وجدت ترحيب من شابات جميلات حماهم الله
لكني نظرت لبيت امي (رسالة ) وجدته مظلم وهناك اثار من العنكبوت
ماهذا يا امي
انك مريضة
عفاكي الله
لكني ساسهر علي راحتك يا امي واجلس في خدمتك ليل نهار
فانا لم اكن اصدق انني ساعود الي حضنك ابدا
-----
استلمت العمل في اليوم التالي ولم اكن لاعلم ماهي الوظيفة المتقدمة اليها
غير ان مجلس الادارة ابلغني انني ساصبح مديرة الفرع
اللهم قدرني علي هذه المسئولية
وبدانا الحياة في حضن امي الجريحة الحزينة
مابك يا امي
نظرت بعيين دامعتين ملؤهما الحزن العميق
اقلب في الاوراق واقرا مابين السطور
صرح عظيم وفجاة ينهار ولا احد يعرف السبب
الاب الراحل ابناؤه حجرو عليه فتأزم حتي مات حسرة
والابناء هاهم يتعاملون كالاخوة الاعداء
يكرهون - ينتقدون بعضهم البعض - يتصيدون لبعض الاخطاء
متجاهلين ان الام مريضة وان الاب مات بحسرته
ياالله
حتي انا لا استطيع مساعدتك يا امي
فكل خطوة اقوم بها لا تعجب اخواتي ولا يمكن ان اتحرك من دونهم
لابد ان نكون يدا واحدة
جلست معهم واتفقنا علي التعاون حتي تجف دموع امي وان نعوض ما فات
وحتي يتسني لنا ان يصل مانحسن صنعه الي روح الاب الراحل
لكن هيهات
احسبهم منتظرين ارثا او ماشابه
لكنهم يعلمون جيدا انه ابي الراحل لم يترك لنا سوي العلم والعمل الصالح
فيما يطمعون لا ادري
كيف يفكرون لا ادري
كل ما احسه انه سيطر عليهم شيطان انفسهم
فباتو لا يعلمون الحق من الباطل
وبداو يقتلون انفسهم بايديهم
لا اجد تفسيرا حقيقيا لما يحدث
يحرفون الكلم عن مواضعه
ويتربصون لبعضهم
ولي انا ايضا
طرقت كل الابواب
حاولت التقرب اليهم بكل الطرق
حاولت التعامل باسلوب التجنب والغيرة
حاولت التعامل باسلوب الود والتعاطف
حاولت باسلوب الشدة والحزم
لا شئ من ذلك
لا شئ يجدي
هم لا يريدون
الا الموت
يرحمكم الله اخوتي ويهديكم ويصلح بالكم
اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون