الاثنين، 28 يناير 2013

سقاني من ماء زمزم ثم طعنني في ظهري


سقاني من ماء زمزم ثم طعنني في ظهري 
 وصلت مكتبي في الاسبوع الاول من استلام وظيفتي التي كنت اعتقد انها حقيقة لحلم جميل كنت احلمه 
وبمجرد وصولي دق جرس الهاتف : انه هو الصديق الطيب الذي صادفته اول يوم استلام العمل وتعرفنا واتفقنا علي بذل الجهد سويا لعمل افضل شيء ممكن لتطوير هذا المكان والارتقاء به 
هو : صباح الخير ياريسة :) 
انا: صباح الورد ياجميل ايه الاخبار 
هو : والدي عاد من العمرة امس... عايزة مية زمزم ؟؟
انا: يااااااااااه اكيد طبعا ياريت -- عمري ما شربتها قبل - واتمني صحيح اذوقها 
هو: عنيا ليكي ياريسة .. هاجيب لك الجركن كله 
انا: خلاص يالله تعالي بسرعة علشان عندنا شغل كتير وافكار كتير جدا 
هو: مسافة الطريق ان شاء الله 
وعدت لاستكمال ترتيباتي في انتظاره 
 وجاء الصديق العزيز وبالفعل كان معه جركن من الحجم المتوسط من ماء زمزم وقمت وقتها بتوزيع قليل من الماء هذه علي   باقي  
 الزملاء حتي نتلذذ بشربة ماء زمزم جميعا ونتشارك سويا في كل شي جميل وطيب 
الله علي التعاون والعطاء المشترك 
كم كانت لحظات من الاحساس الرائع بروح العطاء والتعاون والايمان بان الخير موجود وله الوان واشكال تجعله كالزهور كل زهرة بلون ورائحة 
مرت ايام وكنت دائما علي تواصل مع هذا الصديق الذي كنت اعتبره الاقرب لي وكنت اشعر اننا لو استمرينا علي هذا التواصل والاتحاد لاستطعنا بناء ليس فقط هذه المكان الوظيفي فحسب بل ايضا الامة باسرها 
حتي جاء يوم وكان بعد مضي حوالي اربع شهور انهيت عملي في المساء وبدات الاحظ حركة غريبة في المبني كله 
وحتي صديقي هذا سالته عما يحدث لم يجب باكثر من ( مفيش حاجة ياريسة - كل شي تمام ) 
عدت الي المنزل وكانت المفاجاة الاولي 
 اختراق لجهاز الحاسب الشخصي  (اللابتوب ) وسرقة جميع اميلاتي الخاصة بالعمل والشخصية 
حاولت التصرف بكل الطرق ولم استطع لاني ببساطة مسالمة جدا وليس لدي خبرة في مجال الاختراقات 
استسلمت في النهاية واغلقت الحاسب 
الوقت تاخر 
اديت صلاتي ودخلت للنوم وانا ارجو الله ان ينجيني من هذا الكرب 
فجهازي واميلاتي هذه تحوي كل ملفاتي وصور الذكريات الخاصة بحياة اولاد اخواتي منذ لحظات مولدهم وايضا ابحاث ودراسات 
كتب وفيديوهات كنت اعتبرها صدقة جارية للمحتاجين من الباحثين عن العلم تكاد تكون مستحيل الوصول اليها مرة ثانية 
راسي يكاد ينفجر من ذهول ما حدث وكيف ساصلح هذا واستعيد اشيائي هذه 
في اليوم التالي ذهبت علي الفور الي عملي واول من لجات اليه هو صديقي العزيز ساقيني ماء زمزم 
استنجدت به لانه كان اكثر الموجودين قربا مني ولانه ايضا كان اكثرهم دراية بالكمبيوتر والبرامج ولكن لم يخطر ببالي انه اكثرهم دراية بالاختراقات 
بسرعة ابلغته ان يساعدني فابتسم وطلب مني ان اتحلي بالهدوء وان كل شي سيكون علي مايرام وكانه لا يعرف شي عما يحدث 
جلست احكي واحكي وانا لا ادري ما هو مخبا لي وهو يبتسم ويحاول استخفاف الامر 
عدت الي منزلي ولا ادري ما يجري ولكني اتصلت باحد الاصدقاء لاستشيره ف امر  وبدون ان ادري جعلت احكي له ما يحدث ليه ويخنقني فكان هو المساعد 
طلب مني بعض البيانات وجلس يسالني عن اشياء لم اكن اتصور انها مهمة علي اميلاتي او عن اصدقائي وزملائي ف العمل 
وبدات رحلة استعادة الملفات وكانت عمليات من الشد والجذب كل يوم ولمدة 14 يوما 
كل يوم نستعيد الاميلات والملفات في الصباح ويعاود اللص سرقتها ف المساء 
حتي كانت اللحظة الفاصلة حين اتصل بي اخي وصديقي الذي تعب معي حقيقي ف استعادة كل شي واتصل بي ليبلغني عن سؤال سري خاص حاولت التذكر حتي وصلنا للاجابة وعادت الاميلات ولكن كانت الصفعة الكبري حين علمت انه صديقي الذي اسقاني ماء زمزم وكنت اعتبره اقرب الاشخاص لي والذي اذا كان طلب مني عيني وليس فقط جهازي وملفاتي لم اكن لابخل عليه ابدا لشدة ثقتي فيه 
ولم اكن لاصدق انه ينتحل شخصيتي ليسجل محادثات ويجهز لي خطة لتدمير ليس فقط ملفاتي واميلاتي وجهازي الشخصي 
بل ايضا تدميري شخصيات 
ولعل السبب كان مقنعا 
انه فقط ان ذكر له احد انه احد تلامذتي فكانت الكلمة كبيرة في نظره ان يكون تلميذا لي 
  اصلح الله حاله وهداه 
اشكره جزيلا انه اظهر لي ان الكون مليئ بالشر وليس فقط يعيش به الملائكة  
والحمد لله علي ما كان  

ليست هناك تعليقات: