الأحد، 31 يناير 2010

لا تاؤدوا بناتكم



لا تاؤدوا بناتكم

في فترة ما قبل الاسلام كان يأتي الرجل خبر ان زوجته قد انجبت فيسأل هأنناكاأهو ذكر أم انثي

فإذا كان ولد كانت الفرحة علي وجهه وذبح الذبائح واقام عيدا ابتهاجا بالمولود السعيد

وان كانت انثي اسود وجهه وذهب علي الفور واخذ بالمولودة الي ابعد مكان وحفر لها في الارض ودفنها حية وهو ما يعنيه الوأد

حتي جاء الاسلام ذلك الدين السمح العظيم وساوي بين الاثنين الذكر والانثي في الحقوق والواجبات واحسن الي الانثي واستبشر بها

ولعن من اساء اليها بالباطل او اعان علي الاساءة اليها

واستمر الحال علي نهج الرسل والانبياء وختامهم سيد الخلق اجمعين سيدنا محمد في تكريم النساء واستحسانهم

ووصلنا الي القرن العشرين الذي وصلت به الاحوال ان اقامة جمعيات ومنظمات تنادي بحقوق المرأة المسلوبة والمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق الوظيفية ايضا

وها هي اصبحت المرأة سفيرة ووزيرة وقاضية ومأذون وعمدة الكفر

ولكن

في الاونة الاخيرة ظهرت احصاءات عن التعداد السكاني والتي اظهرت ان البنات او السيدات في مصر يزدن عن الرجال بمقدار اكثر من الضعف ولا اذكر النسبة بالتحديد وان هذا وغيره من الاسباب تسبب في تأخر سن الزواج وارتفاع مستوي العنوسة

العنوسة الكلمة التي تعني ان الفتاة يفوتها قطار الزواج والتي كانت تطلق في القديم علي الفتاة التي وصلت سن ال17 ولم يتقدم لها احد

وهذه هي القضية التي تشغل بال الكثير وكلُ يتحدث فيها وفقا لرأيه

مع بدايات القرن الماضي بدأ في الشائع ارتفاع سن الزواج وثبوت ان هذا في صالح صحة البنت والزوج ايضا والذرية

وبدأ الكلام عن الدين والهدف السامي من خلق الانسان وهو عبادة الله في صورة اعمار الارض وانه لا يصلح ان نعمر الارض بذرية ضعاف وانما القوة والصحة هي الاساس والتفكير والعلم وهذا كله يتطلب التمهل والتفكير الجيد في كل خطوة والفارق بين مرات الانجاب حتي تشتد صحة الام والمولود الاول وايضا الجنين او المولود الجديد

وعليه فافضل سن للزواج هو مازاد عن سن الرشد اي 21 وذلك لانه السن التي تستطيع ان تتحمل فيه البنت مسئولية بيت جديد وتشارك فيه وهو السن الذي قال عنه الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ( لاعب ابنك سبع وادبه سبع وصاحبه سبع ثم اترك له الحبل علي الغارب) اي انه بعد 21 يستطيع ان يتحمل المسئولية دون رقابة

وبرغم ان المجتمع اصبح الظاهر عليه الثقافة والتفهم بفضل التكنولوجيا الحدثية ودخول التليفزيون والكمبيوتر والانترنت في معظم بيوت مصر حتي الفقراء والغير متعلمين اصبح الكمبيوتر شي عادي في كل بيت

الا ان جوهر الثقافة والفكر لم يتغير

البنت تخرجت من الجامعة ولم يتقدم لها احد، هي الان اصبحت عار ويجب ان نتخلص منها عفوا اقصد نزوجها

سامحوني علي شدة اللهجة ولكن هي الحقيقة وبعيني رأيت وبأذني سمعت وليس حاصل لي فقط فقد كنت اعتقد اني وحدي في القصة ولكني اعلم ان الله خلق من هم علي حالي كثير

يدور في اذهان اهل البنت افكار كثيرة تشطح بهم عن الحقيقة وعن الايمان بقضاء الله

- لماذا لم يتقدم لها احد؟ او ان تقدم لها احد ثم ذهب ولم يعد اعلم شئ عن اخلاقها؟

- لماذا ترفض ابنتنا العرسان هل هي اقامت علاقة محرمة مع احد؟

- وتبدأ في الذهاب الي اصحاب الدجل والاعمال والاسحار وغيرهم

- وان كانو اكثر وعيا يذهبون الي طبيب نفسي وطبيب امراض نسا ليطمئنوا علي سلامة شرف العيلة

( بالذمة مش خيبة لما تخلو الصينيين يضحكوا علي تفكيركم ويعملو ليكم غشاء بكارة صناعي بسعر رخيص

هو شرف البنت بقي بالشكل ده..)

- او ان تبدأ في التعامل مع البنت بشكل مهين لها ولكرامتها ولعزتها وكأنها اذنبت في حق الكون كله بان معاد الرزق المكتوب من عند الله لم يأت بعد

وفي كل مرة يدق احدهم جرس الباب او يلمح من بعيد انه يبحث عن عروس ويريد الدخول من الباب حتي ولو كان شخصا غير مناسب تجد الاهل يحاولو بكل الطرق جذب هذا الشخص للبنت وليس جذب البنت له وكاننا عدنا الي عصر ما كانت البنت تري الزوج غير ليلة الدخلة وان سألت ( ليه بتزوقوني ليه وليه بتلبسوني ليه يقولوا البنت للجواز)

وتفاجئ بأن يأخذها ابيها من يدها ويضعها علي سرير في غرفة في بيت بعيد عن بيت امها وابيها ويقول لها زوجك سيدخل عليكي حالا وهي لا تكاد تفهم شي فان كان هذا الزوج عاقل يترفق بالقوارير ويعاملها بالحسني او يكون رجل لا يعرف من الرجولة شي فيغتصب ما هو من المفروض انه حقه ويعاملها وكأنها عبد اشتراه بماله يفعل به ما يشاء

هذا ما كان قديما

فماذا لو اننا في عصرنا هذا ومع كل هذا التفتح وكل هذا التقدم الظاهر والحريات وغيره ونجد مثل هذه المشاكل

لماذا ان طال علينا الاجل سخطنا علي ديننا وانفسنا وبعدنا كل البعد عن الله

الم يقل لكم رب العالمين ان الرزق بيده هو وان الامة لو اجتمعت علي ان تعطي او ان تأخذ ما ضروك وما نفعوك الا بما قسمه الله

الم يقل لنا المولي عز وجل انه ان لم نرضي بما قسمه يسلط علينا الدنيا نركض فيها كركض الوحش في البرية ولا يصيبنا الا ما كتبه

لا حول ولا قوة الا بالله

اذكر امثالا شعبية من حكماء الاجداد ( القعدة الخزانة ولا الجوازة الندامة) وهناك ايضا ما يقال للبنت ان حزنت علي تأخر سن زواجها ( انتي مش بتنامي تحت الرجلين ولا بتاكلي بالسلف والدين)

لماذا تعاقب البنت علي ذنب لم ترتكبه وهو ليس ذنب بالاساس

وان كانت علي علم وفكر ودراية بامور الدين والدنيا ولو قليلة وقالت ان الله قد اعد لي رزقي بميعاد ولسوف انتظر هذا الرزق وهو الشي الذي لا حيلة فيه وكل ما افعله ان اعد نفسي لأن اكون زوجة صالحة بما اكتسبته من علم واخلاق وتربية وان استثمر وقت الانتظار هذا فيما يفيد بأن ازيد علمي او اساعد غيري بمجهودي ووقتي ليبقي لي ذكري ان لم يكن لي مكتوبا الزواج في الدنيا فأكون قد عملت شيئا ينفعني بالاخرة وان تزوجت حين يشاء الله يفتخر بي ابنائي وزوجي وتحسب لي اعمالي الطيبة فتعود بالنفع علي ابنائي

وان كانت علي فكر وثقافة حقيقية وسمعة طيبة واخلاق حميدة ولا تطلب الا من الله ان يرزقها بالزوج الصالح الذي يحسن معاملتها ويعيشوا سويا علي الحلو والمر بما يرضي الله وحين يوافي احدهم المنية ينتظر الاخر لحظة اللقاء في الجنة ويشربون سويا من يد النبي علي الحوض

ايضا قال الدين الجميل ان تحسسوا لانسابكم فان العرق دساس وان تناكحوا تناسلوا فاني مباهي بكم الامم يوم القيامة

هل يباهي الرسول الاكرم الامم بامة ضعاف تزاوجت لمجرد ان تأخذ البنت لقب متزوجة حتي لا تعاير العائلة بان بها ابنها عانس

هل يباهي الرسول الاكرم الامم بامة ابنائها من غير المتعلمين ممن تكاثرت عليها الامم فاصبحوا ذرية لا تجد ما تأكله لانها لم تنتفع بما تعلمته من دين وعلم وحرف

هل يباهي الرسول الاكرم الامم بامة لم تحسن اختيار ازواجها

لماذا كلما يدخل خاطب من الباب مهما كانت كنيته او صفته ولا اعيب احدا ولكن فقط انني اقول غير مناسب لهذه البنت وتقول رايها بصراحة ( هو غير مناسب لي وذلك لكذا وكذا) يكون الرد عليها قاتل

- هو انتي ليكي نفسي تختاري

- هو انتي مين اصلا علشان تختاري

- لو ماوافقتيش هانحول ايامك سواد وعيشتك طين

- لو ماوافقتي هاتعيشي هنا خدامة لاخواتك وازواجهم ( خصوصا لو كان ليها اخوان ذكور وكان البيت يجمعهم وزوجاتهم)

- لو ماوافقتي هاتتسجني هنا

الغريب انه كتير منهم بيقول انه علي قدر من الدين ويذكر ايات من القرآن متعلل بها انه ان لم تتزوجين تصبحين ناشزا وانه يحق عليك العقاب بأن تسجنين في غرفتك حتي الموت

وانه ان ثارت البنت علي هذه الافعال والاقوال صرخ في وجهها كل لائم انها هكذا تعق والديها وانها ترتكب اكبر الكبائر

وان الدين امرها ان تعامل اهلها بالحسني ودائما ما تسمع لفظ (وان جاهداك)

عفوا انا لم اقل ان البحث عن زوج لابنتي وأدا ولم اعتبره قط ولكن

ان تجبر فهذا ليس شرع الله وبخاصة وان كانت علي قدر من التفكير والعقل

لماذا نصادر علي حقها في الاختيار بالسجن والقهر ونحن في عصر الحريات هذا

هل هذا عدم ثقة في تربيتنا لبناتنا

ام عدم ثقة في الله سبحانه وتعالي وانه الرازق وانه كتب كل شي باوان

لا ادري

ولكن

ارجوكم كل اباء وامهات الدنيا

لا تغصبوا بناتكم علي زواج لانها كبرت ووصلت لسن كبير

ولا تعايروها بما لا تملك فيه لا حول ولا قوة

انظروا الي ما هو ابعد ان كنتم تخشون الله حقا

فان كانت لديكم كل هذا الانعدام للثقة في تربيتكم لبناتكم او في الله سبحانه وتعالي فكيف وان ارغمتوها علي الزواج وكان هذا الزوج غير صالح واساء لها او حتي كان صالحا ولكنها لاحساسها بالارغام الدائم وانها اجبرت عليه لا تستطيع العيش معه في هناء ورضا

فكيف الحال في الذرية القادمة المعقدة نفسيا من كثرة الخلافات الاسرية

وكيف الحال من الطلاق السريع الذي اصبح اكثر من العنوسة الان

وكيف الحال في الخيانة الزوجة لانها قابلت ما وجدت فيه كل الصفات التي تبحث عنها بعد الزواج وهي لم تكن الا جارية سيقت في سوق الجواري وبيعت لاول مشتري لا يهم ان يكون غالي او رخيص

الزواج علاقة عائلية قوية وقد خلقنا الله سبحانه وتعالي شعوبا وقبائل لنتعارف وان احسننا عند الله اتقانا

فتحسسوا لانسابكم فان العرق دساس

ان كان يهمكم امر الدنيا وصلاحها والدين وقيامه والاخرة وما تعدون لها فاعدوا باحسان واتركوا باحسان

ولا تدعوا بناتكم الي السخط عليكم

والاحساس دائما بالظلم والقهر

وقد علمت بحديث شريف ان لعن الله من عاق ولده اي من كان دائما يتهم ابنه بانه عاق او يجعله دائما يفعل ما يجعله عاق له

هل يرضيكم ان يلعنكم الله

هل يرضيكم ان تكون هذه هي الحياة

حسبي الله ونعم الوكيل

ليست هناك تعليقات: