صباح التفاؤل والاشراق والامل في وجه الله الكريم واسع العطايا الذي هو امره بين الكاف والنون اذا اراد شيئا قال له كن فيكون
صباح الايمان والرضا بقضاء الله
صباح الخير والسعادة باذن الله
مضي شهرين علي وصول ازمتي الي ذروتها وانفجار امي في وهي تصفني باشد واقسي الصفات واكثر الكلمات اهانة وجرحا
حدث لا يمكن ان انساه فالاهانة حين تأتي من قريب تكون اشد قسوة وايلاما
وامي كانت اقرب الناس لي واكثر الناس يعلم مابي
الا انها جرحتني وبمنتهي القسوة
قد يكون لخوفها علي ما برر لي اصدقائي ما قالت وفعلت ولكني لازلت اقول انها قتلتني فمن الحب ما قتل
ومع محاولة اصدقائي كلهم التدخل لحل الازمة الا انها لم تسمح بالتدخل، واي اي شخص مهما كانت قرابته يفكر او يعرض عرض التدخل لحل الازمة يلاقي غضبا ورفضا ويزداد الامر سوءا الي ان قررت الاستسلام اليها والصمت التام امامها فكل قرار سأخذه هو مخالف لرأيها وفيه غضب من الله، فغضب الام من غضب الرب، او كما تعلمت من اساتذة الدين ان الملائكة تلعن من يلعنه ابواه او يبيتهما غاضبين عليه، وهذا ما جعلني اصمت واحاول ان اخفي قوة جرحي القاتل
منذ ايام انتظرت حتي يخرج الجميع من المنزل ابي وامي الي عملهم واختي الي محاضراتها في الجامعة كالعادة اليومية
وقد اخذت قرار ان اذهب فقط الي الجامعة لعمل اجراءات استخراج شهادة دبلومة الدراسات العليا الثانية ( دبلومة الموارد البشرية ) رغم انني كنت اشعر بكل الاحباط والياس وانها لا قيمة لها، الا انني ذهبت فقط لأنني بحاجة الي ان اخرج من البيت واستعيد ذكريات الذهاب الي الجامعة والنظر من نوافذ المواصلات وعمليات التبديل في المحطات حتي اصل الي هناك والدخول من بوابة والخروج من بوابة اخري
يااااااااااه كانت ايام جميلة كنت اتمني ان تدوم بمواصلة الدراسات العليا ............
وخرجت وتنفست الصعداء واستنشقت هواءا جديدا افتقدته منذ شهور وكنت اظن انني لن اتنفسه ثانية ووصلت الي بوابة الكلية وكالعادة اقف علي باب المصعد انتظارا وتذكرت عم جميل الرجل الطيب الذي كان يسمح لي باستخدام المصعد رغم انه مخصص لاعضاء هيئة التدريس وفقط وكان يناديني بلقب دكتورة رغم انه يعرف انني مجرد طالبة علم
وتوجهت الي الدور الرابع ، مكتب شئون الطلبة للدراسات العليا ، وكالعادة ايضا لم اجد موظفا علي مكتبه ووجدت شخصين منتظرين احدهم يبدو عليه الضيق جدا الا انه يتسم بالهدوء
سالني: هو حضرتك موظفة هنا؟؟
اجبت: لا انا كنت طالبة وجئت استفسر عن استخراج الشهادات
- كنتي طالبة ماجستير؟؟
- لا دبلومة موارد بشرية
- ياه، ده تخصص هايل،،، وياتري بتشتغلي واللا ؟؟!!!
- نظرت اليه بضحكة خفيفة يحفها السخرية من الاحداث واجبته : لا طبعا، في بلدنا العمل فيها بقول الست تحية كاريوكا زمان وهي تقول " بفلوسك وبمالك هاتنول اللي في بالك " وانا الحمد لله
- ضحك بصوت عالي وقال لي مش دايما علي فكرة، مش كل الناس اللي بتشتغل دي دفعت رشاوي، فيه ناس الحظ لعب معاهم وفي الاخر الشغل ده رزق من عند ربنا يوهبه من يشاء سبحانه وتعالي! ثم قال: انتي اكيد ما بحثتي عن عمل بطريقة منظمة
- الله سبحانه وتعالي اعلم باللي كنت بعمله وطرق بحثي عن العمل ولكن كما قولت انت العمل رزق من عند الله
وطال الحوار ولم ياتي احدهم والرجل يقف بقلق وبدأ يظهر عليه الغضب جدا وسألني بضيق شديد: الموظفين راحوا فين؟
قلت: لا اعلم ولكن سأل عم جميل او اي من العمال الموجودين
وتحركت بالفعل لسؤال احدهم الذي اجاب بانه اجتماع للموظفي شئون الطلبة بالكلية في مكتب العميد ولا نعرف متي سينتهي
ياللحظ
الحمد لله علي كل حال
قال الرجل الذي كان ينتظر معي: هكذا هو حال مصر ولن يتغير، موظفين فوت علينا بكرة مهما كانت الحجة وطوابير الانتظار
اما الثاني الذي كان صامتا طوال الوقت فقد القي بكلمة حسبي الله ونعم الوكيل واتجه الي السلم ليعود من حيث اتي خالي الوفاض وكلنا كنا خاليين الوفاض
اما انا فالقيت التحية علي هذا الذي كنت اتحدث اليه دون ان اعرف من هو طوال اكثر من ساعة في انتظار الموظفين الكرام فاجابني بان اخرج ( كارت) قائلا هذا الكارت به اسمي وتليفوني ويشرفني معرفتك، بالمناسبة انا اقدر اساعدك في ايجاد وظيفة مناسبة
فسلمت عليه وشكرته وسالته كيف تساعدني، الكارت مكتوب فيه انك مهندس بترول فهل ستوفر لي عمل في شركة البترول
كنت اقولها بسخرية طبعا, فأنا اعرف انني غير مؤهلة لذلك الا طبعا بمبدأ ( بفلوسك وبمالك) او حتي بمبدأ ( كوسة وواسطة ومحسوبية ) وطبعا ده محتاج فلوس ومال
--: ايه يابنتي لو عايزة تشتغلي قولي
--: طبعا عايزة اشتغل بس ازاي
--: خلاص، اتصلي بيا وانا هاقولك تعملي ايه
--: طيب حضرتك ممكن تقولي دلوقتي؟؟!!!!
--: ماشي يا ستي انا بعمل مصنع للدائن في مدينة العاشر من رمضان علي مساحة كبيرة جدا والمصنع تم انشائه فعلا ولم اعلن عن طلبات التوظيف حتي الان واحتاج اكيد لناس كتير تساعد المستشارين في الادارة، لو محتاجة تشتغلي بجد هاتيجي تحضري مع المستشارين برنامج تدريبي لتأهيلك وتكوني معانا، قولتي ايه ؟؟
--: طبعا يشرفني اني اشتغل مع حضرتك، اقدر اخد عنوان المصنع؟؟
--: الكارت اللي معاكي عليه بيانات الاتصال كاملة وعليه كمان عنوان المصنع في الجزء الثاني من الكارت
انتبهت ان الكارت كان مزدوج وان العنوان مكتوب فيه مصنع اللدائن بمدينة العاشر من رمضان وباقي العنوان
--: اذن فماذا افعل الان؟
--: ممكن ان تقومي بتجهيز اوراق تعيينك وتأتي بها غدا او بعد غد علي الاكثر في العنوان المكتوب ويفضل ان تتصلي قبلها لتاكيد الميعاد
--: ان شاء الله
--: ان شاء الله، السلام عليكم
--: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مع السلامة
واتجه الي السلم، واتجهت انا الي المصعد فقد ناداني عم جميل ان انزل بالمصعد
وعدت الي المنزل، ولم يدري احد اني خرجت، فكيف اقول لهم علي هذه الوظيفة وبياناتها؟
من خلال التليفون؟؟!، ام من خلال الانترنت؟؟!!
جلست افكر واخيرا استقر رأيي علي ان اقول انه جائني اتصال تليفوني من احد الاشخاص بخصوص هذه الوظيفة
وبالفعل جاءت والدتي وتحدثت معها وقالت اذهبي ولكن لو كانت كما حدث في المنصورة في شركة العشري وكان تدريبا دون مقابل ومصاريف المواصلات وفي النهاية لا تحصلي علي الوظيفة التي توجهت اليها فلن اسمح لك بذلك
كعادتي ارهب التحدث مع اهلي، وكبار المقام، اجد نفسي اتحدث بالمختصر ولا استطيع اقول ما اريد، يذهب مني الكلام كحال العاشقين حين يلتقيان ويكونوا رتبوا الحوار بينهم اكثر من مرة وحين يلتقوا يفقدون الكلام وينسونه
هكذا قالت السيدة ام كلثوم
في اليوم الثاني اتصلت علي رقم المصنع المكتوب في الكارت وسالت عن اسم صاحب الكارت فانتظرت حتي وجهني اليه المسئول عن الاستعلام في المصنع ، علمت بعد ذلك انه امن المصنع
المهم تحدثت الي المهندس وسالته عن امكانية تحديد ميعاد المقابلة غدا صباحا
فاجاب بالموافقة وانه سيكون بالانتظار
واتصلت بدليل التليفون (140دليل ) للتأكد من بيانات المصنع وكانت البيانات صحيحة
سامحوني لكي يطمئن قلبي
ذهبت في الميعاد الي مدينة العاشر من رمضان
ما اصعب الاشتياق، فانا احب السفر جدا، واحب مدينة العاشر وكل المدن الجديدة التي تعطي امل في الغد، واامل ان اعيش في اي من هذه المدن
ولكن انت تريد وانا اريد والله يفعل ما يريد
سبحان الله
ودخلت بوابة المصنع وكعادة الامن في اي مكان يوجه الشخص الجديد الي حيث يريد الاتجاه وجهني احد امناء البوابة الي حيث وجدنا المهندس صاحب المصنع الذي رحب بي وعرفني علي الاشخاص الواقفين امامي
شخصيات تحس معها بأنها علي قدر من المكانة والفكر يبدو وكأنهم محامين او خبراء
هم بالفعل خبراء في مجال الادارة والانشاء وغيره ممن استعان بهم المهندس لترتيبات المصنع وادارته
وقدمني بصفتي اول فريق العمل الاداري الجديد
رحب بيا الجميع وعادوا لاستكمال الحديث بينهم وانا في الانتظار ثم توجه اليا المهندس بالحديث
نبيلة هاتكوني مع الدكتور كامل هو المستشار الاداري
ابتسمت وقولت تمام يا فندم وجذبني دكتور كامل بالحديث وبدأ يستطرد ليتعرف عليا اكثر
فعطيته سيرتي التي اعدها لي اسلام زميلي من فريق معا، وبعض اوراقي فكان يقرأها وهو يمشي متجها الي مكتبه وانا معه ولا يزال يسألني وانا اجاوب
الحمد لله وفقني الله
ولكن ليس في وظيفة
فقد انتهي كلامي مع دكتور كامل علي اساس اني سوف اتي الي مكتبه الاستشاري في القاهرة لمدة اسبوع مدفوع الاجر للتدرب علي انظمة الادارة التي سيقوم عليها كيان المصنع وطلب مني ان اتواصل معه عبر الجوال بشكل دائم حتي اذا ما طلب مني الزيارة في المصنع لاي ملاحظة
وفي المساء حكيت ما حدث مع صاحب المصنع هذا المهندس الطيب، ومع دكتور كامل وعن انني ساعيد تليفوني المحمول للتشغيل حتي لو غيرت الخط حتي اتواصل معاهم
فكان الرد: هل وقعتي عقد؟ هل اتفقتي علي الراتب؟
فقلت انهم اعطوني 200 جنيه انتقالات فترة الاسبوع التدريبي في القاهرة وانهم اخذوا مني الاوراق وان كنت لن اتعين كاحتمال ضعيف مثلا فعلي الاقل ساستفيد وايضا لن اخسر فقد اخذت تكلفة السفر مقدما
فوافقوا والحمد لله
ووضعت شريحة اتصال جديدة في جهاز المحمول وجعلتهم يضعوا لي رصيدا بسيط للتواصل وارسلت رسالة الي دكتور كامل ان هذا هو رقمي الحالي وتقبل تحياتي
فاتصل بي دكتور كامل علي الفور مرحبا
ما علينا
المهم استطرد في الحديث وبدأ يسألني عن سكني وعنواني وعائلتي وكعادتي جاوبت بمنتهي البراءة وافتراض حسن النية
ربنا يستر
طال الحديث اكتر من ساعة وكان يرد عليا بنفس البيانات سكنه وعائلته وعاداته الشخصية اليومية
خير خير
ذهبت في الصباح الي القاهرة واخذت المترو الي التحرير حيث مكتب الدكتور كامل وسالت عن العنوان ووصلت له والحمد لله
وقبل ان اصل الي باب المكتب دق جرس تليفوني رقم الدكتور كامل فرددت عليه وجدته يسالني لماذا التاخير حتي الان
وانه يخشي ان اكون ضللت الطريق؟
لقد شاهدت هذا الاهتمام سابقا ولكن النية لم تكن خير
ربنا يستر
اجبته انني في المبني بالفعل وعلي باب المكتب، فاعتذر وقال انه في الانتظار
دخلت المكتب وجدته من بعيد ينادي عليا، اقبلت عليه بالسلام
عرفني بالحاضرين وقال انهم سيحضروا معي التدريب وسوف نصطفي منهم عددا حسب نتيجة الاختبارات
الله،
ثم اخذني باشارة منه الي مكتب اخر وقال انه مكتبه
وقال انه سيكون هناك بالفعل اختبارات لجميع المتدربين ولكن انتي باي حال ستكوني معنا لان صاحب الشركة هو المرشح لكي
وسألني كيف تعرفت عليه وغيره
كأنني في تحقيق دائم ولكن بشكل لطيف
من شخص ظريف جدا وقور جدا ويبدو عليه الادب والاخلاق ولكن هناك شئ من اللهفة لا يليق به
******
مر اسبوع علي بداية التدريب وكنت في كل يوم بعد نهاية التدريب يأتي دكتور كامل او يتصل بي ويبلغني انه سيوصلني الي الموقف لأنه يرغب في التحدث معي اكثر لاكسابي خبرة اكثر
وبفرض حسن النية كنت اوافق، وبصراحة لم اجد منه شئ يشوبه والحمد لله
واكثر شئ لفت انتباهي اني دخلت مرة المكتب بالخطأ علي اعتقاد انه لا احد به فوجدته بداخلة ويقيم الصلاة
شئ مشرف ويدعو الي الفخر
دائما اعتقد ان الشخص الذي يصلي بهدوء ودون ان يجذب انتباه الناس اليه يحاول ان يرضي الله في كل علاقاته مع البشر
وجاء المحاضرين في اخر يوم واخبرونا انه الاختبار سوف يكون بعد غد وسيكون اختبارا علي مدي استيعابنا وعلي افكار ومقترحات نقدمها كل منا علي حده بخصوص الادارة وتخصصاتنا المختلفة
وكالعادة رافقني دكتور كامل وحكيت له عن الاختبار
فقال لا تقلقي، كل شي علي ما يرام وانتي علي قدر التوفيق، كما اننا متفقين من البداية انك خارج التصفية
ثم قال هناك شئ اريد التحدث معك فيه فهل من الممكن ان اصطحبك لمكان عام نتحدث سويا قبل ان اوصلك الي الموقف؟
حسست بانقباض وخوف
وسألت خيرا ان شاء الله؟؟
فقال لا يصح ان نتوقف بالسيارة في مكان فهذا غير لائق بك ولكن من الافضل ان نخرج منها في مكان عام مسموح به
فقبلت
وذهبنا الي كافي شوب قريبا من المكتب، وجلسنا وليس طويلا
فكما توسمت فيه مراعاة الادب والاخلاق
اول ما جلسنا قال انه لا يريد ان يسئ لي ولكن الموضوع ملح عليه جدا
قال انه شاهدني من اول يوم والتفت اليا وشعر بانجذاب لشخصيتي
وانه اراد ان لا ينخدع في فحاول التواصل معي اكتر من مرة وسالني وسأل عني وكانت كلها تبشر بالخير
وانه يريد ان يدخل البيت من بابه ويتشرف بطلب يدي
ولكن احب ان يسمع رأيي
فشعرت بالخجل الشديد ولكني اجبته انه يمكنه الاتصال باهلي وتحديد ميعاد
ههههههههههههههههههههه
للمرة الثانية علي التوالي يحدث ان اقوم من نومي قبل ان اقع من علي السرير
ههههههههههههه
تقبلوا تحياتي
فكما سبق وقلت لكم ان الجعان يحلم دائما بسوق الخبز
سامحوني
هذه ليست احلامي فقط
انها احلام كثير وكثير من البنات
ان يجدون فارس احلامهم وان يحصلون علي وظيفتهم وان يخرجوا من قفص الاهانة التي فرضها عليهم مجتمع جاهل لا زال يفضل وأد البنت ويفضل الولد علي البنت
واذا بشر احدهم بأنثي اسود وجهه
والمقولة الشعبية الدائمة ( يا ام البنات يا حزينة للممات)، ( لما قالوا دي بنية هدوا حيطان الدار عليا) وغيرها الكثير من الكلمات القاتلة
صدقوني قاتلة
واظن كثير ممن هم في سني او اكبر او اصغر يعلمون مثل هذا
الحمد لله