الأربعاء، 14 أكتوبر 2009

ماذا لو 4

مرات كثيرة قلت ماذا لو
وكنت اامل بها ان تتغير معالم الدنيا لأن تكون الخير فيها اقوي
واليوم لا اجد شئ غير ماذا لو

هناك مثلا فلسطيني قديم يقول " لو زرعنا لو ، يطلع يا ريت " وياريت معنها انه لا يمكن حدوث هذا الشئ
ويقول الحبيب صلي الله عليه وسلم " ان لو تفتح عمل الشيطان "
سامحوني فانا اكتب فقط ما يجول ببالي كأنني افكر بصوت عالي
هناك حديث شريف للنبي الحبيب صلي الله عليه وعلي اله وصحبه اجمعين اذكره بمعني
لاعب ابنك سبع،، وعلمه سبع، او عاقبه سبع ،، وصاحبه سبع ،، ثم اترك له الحبل علي الغارب
اعتقد انها نظرية تعليمية لا بل قانون تعليمي اذا ما اتبعناه لكانت النتيجة انسان سوي صالح هينا لينا مرفوعا ذكره في السماء والارض يعمل علي رفعة ذاته واهله ودينه
فالسبع سنين الاولي من حياة الانسان: طفل رضيع لا يعلم شي من العالم سوي ان يرضع ثم يأكل مع مراحل التطور الطبيعية له فيكتسب الخبرات من تصرفات الاهل حوله ويكتسب مهارات وعادات من سلوكيات الاهل وكلما كان الشخص اقرب للطفل كلما كان المكتسب منه اكثر فهو مثلا يقضي معظم الوقت علي صدر امه وهي تناوله الطعام وتلاعبه ويراها امامه طوال الوقت تأكل وتشرب وتلبس وتخلع ثيابها وتنظر الي الشباك وتشعل النار في الموقد وتضع الاطباق علي مائدة الطعام وتستعمل المرحاض وتقف امام المرآة وتضع المساحيق وتبثق وتمسح وجهها بالمنشفة الخ..... كل هذا يراه ويراقبه ويسجله في عقله الباطن ثم يأتي الاب من العمل يستقبل الطفل ويمارس حياته امامه في وقت صحوه ويراه الطفل ايضا وهو نائم احيانا وهو يعيش وسط هؤلاء الاب والام وغيرهم ايضا فيتصرف بما عرفه وبما اكتسبه وثبت في عقله الباطن
هناك ملاحظات علي اختلاف تصرفات الاطفال عن بيئتهم ذلك احيانا قد يكون دلالة لا هروب الطفل من هذه الحياة لأن من المفروض ان يمثله ويقلد هذا الطفل مصدر صخب وازعاج له
كأن يأتي الطفل ينظر لابيه وهو يتناول الطعام ويحاول تقليده فيسكب الطعام علي ملابسه وتتسخ فيقوم الاب بتوبيخه ويمكن ضربه ضربة قوية وكأنه رجل كبير قد اخطأ فيكون الحال اذا تكرر هذه الموقف ان يرفض الابن ان يتناول الطعام بنفسه او ان يتعمد اذا كان الاصل في الاحداث تبعا للجينات الوراثية الموجوده به ان يعند ويكون عنيدا وفي النهاية ينتج شخص علي استعداد للانحراف

السبع سنين الاولي هي سبع للحب والحنان والعطف والقبول بكل شي لانها اكتساب للمهارات
في السبع سنين الاولي ترسيخات قوية لثقة الطفل بنفسه فان اخطا لا نعاقبه ولكن فقط نقول له ان المرة القادمة سنفعل كذا
او ان نقوم نحن بعمل الصواب فيقوم هو ايضا بعمل الصواب
في السبع سنين الثانية
اصبح الطفل مدركا لما يحدث حوله
اصبح يعي كيف يعتمد علي ذاته فقد اكتسب مهارات كثيرة من اهله والمحيطين به ممن اتاح له اهله الاختلاط بهم فاذا اخطا الطفل في شي هنا ممكن ان يعاقب خصوصا لو تذكرنا انه شي عادي ومكرر له فكان لابد له الا يخطئ فيه
ولكن
اي عقاب يكون
علي رسلك ايها الاب تذكر ان اولادك هم متعتك بالحياة وانهم امانة لديك فلا تسئ عموما العقاب يكون علي قدر الخطأ وعلي ما تجده مناسب لولدك او بنتك فيمكن ان يبدأ بنظرة شديدة اللهجة او ان يكون بكلمة قوية عنيفة او شدة اذن فان اصبح الامر شديد فكان العقاب قاسي وهكذا
اما ان تضرب بالعصا والشوم والنعل الذي ترتديه في قدميك فهذا مالا يرضاه الله لخلقه المكرمين بني البشر وممن من ابي الذي هو اقرب الناس لي، ام من امي التي تحملت شقاءا علي شقاءا تسعة اشهر وساعة ميلاد قاسية لي كيف يهون عليها ان تضرب ابنها بهذه القسوة ؟؟!!
لا اله الا الله
هكذا وصل الولد او البنت سن الاربعة عشر عاما وقد اكتسب حبا وحنانا من فترة الحمل والرضاعة والطفولة الناعمة الهادئة مهما كانت قلة المال او ضعف الظروف المادية ثم تاتي فترة التقويم لقد تعلمت يا بني الكثير وها انت اذا اخطات تعاقب حتي تعرف كيف تتصرف ان كنت يوما وحدك من دوني سأقوم اعمالك وسلوكك ان صنعت شيئا جيدا تجازي عليه بالهدية والثناء والمدح وان اخطأت تعاقب والعقاب علي قدر الخطأ
ثم يأتي فترة يكون سن الخطورة كما يقال لدي علماء التربية سن المراهقة
الصبي والبنت في هذه المرحلة يحتاج لمراقبة شديدة فهل سنسخر له مخبر من قسم الشرطة ليراقب حركاته وتصرفاته
ام هل سنراقبه نحن بانفسنا ونترك عملنا ومهامنا الحياتية الاخري
لا سنصاحبه
هكذا يقول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم
سنصاحبه
فقد اكسبناه سلوكا وعلما وثقة بنفسه وباهله فنأخذه صديق ليكون الاب او الام اقرب شخص له فلا يخاف ان يأتي ويسأل عن اشياء بدات تظهر عليه غريبة فهذه فترة نمو قوية ولا يهب ان يقول عن احداث كانت بينه وبين زميله في المدرسة او في الجامعة ولابد وان يتعامل معه الاب او الام علي اساس انه رجل او فتاة تستطيع تحمل المسئولية وانها صديقة او صديق فهكذا نجد انه ياتي ويقول لي علي كل اسراره ولا نحتاج لان نراقبه مراقبة المسجون او من ادي حكما عن ذنب اذنبه وهنا يكون الشاب او الفتاة قد تعلم كيفية الاحتكاك بالعالم الاخر من خلال صديقة المقرب ابيه او امه الذي اصطحبه كصديق الي بيت صديقه فلان او الي حفلة زفاف اخيه فلان او اجتماع في العائلة او حتي للتنزه معه في اي مكان نفرغ طاقتنا ونتبادل اطراف الحوار في اي شي وكل شي
هنا سنجد انسان عاقل راقي مشبع بالعاطفة والثقة بالنفسة والشخصية المستقلة التي اكتسبت سمات كثيرة من المحيطين والمتأثرة بالصديق الاقرب " الاب او الام او كلاهما فيصل الشاب او البنت الي سن الواحد والعشرين فاذا تركنا له او لها الحبل علي الغارب فكانت النتيجة ان يظل محتفظا بصداقته لابيه او امه وياتي بين الحين والاخر يتحدث معه لياخد منه النصيحة ويتعامل معه كايام الصداقة الحميمة ويعرفه باصدقائه الجدد الذين من سنه ويتواصل معه اذا تطورت احداث الحياة واصبح هذا الشاب زوجا وابا وسيكون هو ايضا كما اخد من ابيه القدوة ويعامل ابنه كما كان يتعامل هو في السابق ولا يزال
فكل مرحلة عمرية ولها طريقة في المعاملة

ماذا لو طبقنا هذه القاعدة التي قالها لنا الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم
واعترفنا بامر الله سبحانه وتعالي اننا كلنا ملك لله واننا امانة في اعناقنا
ماذا لو توقفنا عن معاملة الطفل كأنه شاب كبير يعاقب علي كل شي يصعنه ولا يجازي علي شي طيب احسن صنعه
ماذا لو توقفنا عن قول انتي بنت وهو ولد عند التفرقة بين البنت والولد في المعاملة وكأنه هو النبي المنزل من عند الله الواجب معاملته علي احسن وجه وكأن البنت هي العار في المنزل ويجب التعامل بحرص بل باحكام معها حتي لا يفلت عيارها وتأتي لنا بالكارثة
ماذا لو اعطينا كل ذي حق حقه واتبعنا ديننا صح
اوليس الدين هو الحياة
اوليس الاصل في الرحم الرحمة
اوليس المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعض
وانت يا ابي وانتي يا امي وانا من اهل الايمان ووجب علينا ان نشد بعضنا بعضا
ووجب علينا ان نرحم بعضنا بقوتنا
لماذا هذة الحجارة الصماء علي اذانكم وعقولكم لا تدركون اننا ابنائكم شخصية مستقلة عنكم وهذا حق عليكم لنا
وانه من ابسط الحقوق
ليست رسالتكم ان تجعلونا نسخة منكم ولكن هذا صنع الله هو يشاء ان نكون نسخة كربونية من احدكم او لا
لماذا تريدون ان تحددوا مصائرنا بايديكم وان ابينا غضبتم علينا واشبعتمونا بلعنات وسخطات في الدنيا والاخرة
هل هذا امر من الله انزله اليكم
لا والله
وتتحججون بان الله امرنا بان نطيعكم "وان جاهداك..."
"وبالوالدين احسانا "
وغيرها من ايات الرفق بالاهل
حسبي ربي
لا اجد غير انه حملت الام الجنين تسعة اشهر وكانت سعيدة به وتشعره وهو في رحمها بانها مشتاقة اليه
والاخري حملت جنينها وهي في كل لحظة من لحظات آلام الحمل طوال التسع اشهر تقول لجنينها "الله يهدك وجعت قلبي"
فايهم نقول رب ارحمهما
الام الوضع وفترة الرضاعة الام تتحمل سحب الطفل للبن من صدرها وهو يسحب من روحها وتقول له بالهناء والشفاء يا صغيري نل ما تشاء حتي تشبع وهي تبتسم مع كل لمسة الم في روحها ومداعبة ابنها لها وهو لا يعلم ولا يدرك ان هذا يؤلمها
و الاخري التي تقول في كل مرة يحاول بها الطفل المداعبة وهو رضيع " يوووه انا قرفت ومبقتش عارفة اعملك ايه لا عايز ترضع ولا عايز تسيبني زهقتني " عايزة اخلص اللي ورايا في شغل البيت قبل ما يأتي ابوك بطلباتة التي لا تنتهي هو الاخر "
كيف نساوي بينهم ونقول رب ارحمهما
ماذا عن اب كان يضع المشط الذي يمشط به شعره علي طرف الكرسي حتي اذا اخطا الطفل الرضيع او الذي لا يزال في فترة الروضة يضربه به دون ان يدري من اين اتت له الضربة
وماذا عن اب او ام حين يأتي ابن يلعب في ادوات المكتب او اشياء خاصة فياتي بعود الكبريت ويحرقه في يده حتي لا يكرر العمل هذا مرة اخري
يا الله
وماذا عن ابي الذي كان يأخذني وانا طفل صغير الي النادي يداعبني ويحملني علي رأسه ويأتي كل يوم عند عودته من العمل بهدية قطعة من الحلوي او لعبة كنت رأيتها عند صديقي او في محل لعب الاطفال ولم يكن معه ما يكفي من المال لشرائها وقت كنا نراها سويا
يااااااااااااااه
هذا اب وهذا اب
وهذه ام وهذه ام
ولكن اين الرحم
كيف من لم يأخذ عطفا وحنانا وحبا واحسانا ان يعطي كل هذا
سامحوني

ففاقد الشئ لا يعطيه

ليست هناك تعليقات: